هلا
ليلة امس بعد ان رجعت من النادي (الذي لم يكن مزدحما هذه المره) ورجلاي لا تكادان تحملاني فقد كنت قاسيا عليهما البارحه. المهم اخذت حماما ساخنا و قررت ان القي نظره سريعه على ماذا يدور في ذلك العالم الهائل المسمى الانترنت . نظرات سريعه على بعض المواقع المفضله قطعها علي رنين النقال. من الجانب الاخر وصلني صوت ابن عمي ممزوجا بالفرحه الغامره في صوتة مع التعب اللذي وشى به طبقة صوته المنخفضه على غير العاده ( رزقه الله بطفل جميل !!) ، كانت الساعه العاشره والنصف و ومع ذلك قرر ان يمر علي ..تبادلنا الاحاديث وعن صحة الضيف الجديد ، كان كل شئ على ما يرام وقرر ان ينضم معي في النادي ( تعودت ان اتمرن لوحدي ولكن وجود صديق احيانا يشحذ الهمة ويزيد العزم). غادر بعد ساعه وقررت ان انام ولكن شدني فيلم كان في بدايته على اخد قنوات الشوتايم.
الفيلم هو :
Transamerica
القصه غريبه وممتعه . عن شاب في السابعة عشره ضائع بين المخدرات والسجن وبيع جسده في نواصي الشوارع. ثم تأتي امرأه لتخرجه من سجنه وتدفع كفالته وتعرض عليه ان توصله الى بيت ابيه الضائع في لوس انجلوس. وتبدأ الرحله الغريبه. بين المناظر الجميله في امريكا ، تتهادى السياره وتبدأ فصول القصه بالوضوح. نكتشف ان الشاب الوسيم تخصص في الدعاره وبيع جسده لمن يدفع من الرجال. وقد انتحرت والدته وتخصص زوج امه في استغلاله جنسيا ولم يكن امامه الى هذا الطريق . من جهة اخرى ، المرأه لم تكن الا رجلا به اختلال في هرموناته الجنسيه وهو (او هي ) ذاهب الى المدينه في الساحل الغربي ليجري عمليه يستكمل من خلالها عملية تحوله الى انثى. تأتي الصدمة لاحقا لنكتشف انه (او انها ) والد الشاب (عندما كان رجلا) ويصلان معا الى بيت العائله الكبير . القصه مشوقه وغريبه ومع ان الوقت كان متأخرا فقد قررت ان اتابعه حتى النهايه. النهايه كانت مخيبه قليلا ، فالشاب الوسيم انتهى في العمل في احد الافلام الاباحيه الخاصه بالمثليين و ابيه اتم تحوله الى انثى كامله ( مع ان الفيلم ترك لنا املا ان العوده ممكنه للشاب في ان يعيش مع عائلته).
الفيلم طرح في عقلي تساؤلات كثيره منعتني من النوم حتى ساعة متأخره. الدعاره وبيع الجسد بالنسبه للشباب في مقتبل العمر. نراه كثيرا في بعض بلداننا العربيه حيث يستغل المترفون حاجة هؤلاء الشباب الى المال في ان يشبعوا شهواتهم . رأيت بعض الحالات بنفسي وسمعت عن بعضها الاخر. الامر محزن وفي نفس الوقت اشعر بالغضب منه ، ولا اتصور شعور ذلك الشاب الضحيه وهو يبيع جسده لمن يدفع اكثر ، عندما يخلد الى سريره في اخر الليل (بعد ان يأخذ حمام محاولا من خلاله ان يتخلص من اثر رائحة جسد اخر عميل له ) كيف هو شعوره؟؟ الامتهان ام هو التفكير ماذا سوف يفعل بالنقود .... ام انه يقول لنفسه " سوف اعمل لشهور قليله حتى اتمكن من الوقوف على قدمي..وسوف انسى بعد ذلك كل ماحصل وابدأ حياتي من جديد" . لازلت غير قادر من منع عقلي في التفكير في الموضوع
المقطع التالي هو من احدى اجمل المدن التي زرتها في اوروبا . براغ عاصمة جمهورية التشيك . على الرغم من جمالها هي وجارتها بودابست عاصمة المجر فهما تعتبران مقصدا للاوروبين الغربيين بحثا عن الشباب صغار السن . العملية صارت اخف مما كانت عليه في التسعينات ولكنها ما زالت موجوده وقد صادفت بنفسي شابا وسيما في براغ على جسر الملك تشارلز.عرض نفسه علي مقابل مبلغ ، تلك الفكره الشيطانيه لم تخطر على بالي وانا اشكر ربي انني لم اشارك في تلك العمليه. ولكنه قص علي بعضا من جوانب حياته وتقديرا له واحتراما مني لخصوصيته فلن اسرد شيئا مما قاله لي ، ولك يمكنني القول ان هناك جوانب مظلمه ووحشيه في حياة بعض الشباب في تلك الدولتين
تابعوا الاجزاء التاليه من هذا الفيلم الوثائقي على يوتيوب (مكون من اربعة اجزاء
ولا اقول الا سلاما من الخليج