Wednesday, March 31, 2010

الإسلام لايحرم المثلية الجنسية/جزء الرابع

مر بنا في الجزء الثالث تعرضنا لجدال نبي الله إبراهيم عليه السلام أو مخاصمته كما قال بعض السلف لدفع العذاب عن قوم لوط عليه السلام ، وبينا بعض خفايا هذا الجدال و أثرنا إشارات لم يسبق للمفسرين إثارتها ،و قوم لوط ع الذين قد كذبوا المرسلين و كفروا بالله العظيم و اتبعوا سنن من كان قبلهم كقوم نوح عليه السلام ، ولكن لا نجد أن أحد من الأنبياء جادل أمر الله و رسله في ذلك ، و الأقوى و الأظهر في جريمة لا سابق لها في البشرية أن ترفضه بقية الأمم فكيف بنا و شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام فهل كان يدافع عن فعل لم يسبق أن أرتكبه أحد من العالمين ؟ ان كانت الفاحشة التي قام بها قوم لوط على رأي المفسرين مجرد اللواط ( إن سلمنا جدلا بصحة العبارة ) أو المثلية الجنسية ( و الملاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن الكريم مطلقاً و جردوا أفعالهم من الكفر و اغتصاب المارة المسافرين عنوة و ممارستها في العلن و هم يبصرون بعضهم البعض ) التي لم يسبقهم إليها أحد من قبلهم بحسب قولهم ، وهل كان فعلا الاتصال الجنسي المثلي مخترعاً حاز براءة اختراعه قوم لوط ع أم التاريخ يثبت عكس ذلك و هذا يؤكد أن الفعل الذي قاموا به يتعدى مجرد الجنس المثلي و هذا ما وصف القرآن بالإسراف و وسنبينه بعونه تعالى في هذا الجزء ، و نسأل هل كان يجهل و العياذ بالله نبي الله إبراهيم ع ذلك لدرجة أن يقول بعض المفسرين كالطبري و مجاهد أنه خاصم ربه لذلك ؟ وهل سؤال يطرح نفسه هل يعقل أن تشتد شدة دفاع إبراهيم عليه السلام إلى الجدال في أمر الله تعالى ، لدرجة أن ينسب الجدال إلى الله تعالى ذاته فيقول الله : يجادلنا ؟

هذا يبين صحة ما ذهبنا إليه إذا المسألة ليست متعلقة بمجرد جداله عليه السلام بل منطقياً و عقلياً إن كان القرآن يقصد في حديثه عن الفاحشة مجرد ممارسة المثلية الجنسية لكان ذلك أدعى أن بقية الأمم لأنه أمر جديد لم يسبقهم إلى فعله أحد ، ولكن الواقع نجد أن الأمر الذي لم يسبقه إليه أحد هي مجموعة جرائم كان من بينها ممارساتهم الجنسية الخاطئة العلنية ، لاحظ طريقة الممارسة ليست الممارسة بعينها ، فجدال إبراهيم عليه السلام لم تكن لمجرد طلب الشفاعة والرحمة من الله تعالى ، و إلا لكان ذلك أدعى أن يستحقوا عليها العذاب لا الرحمة ، و الدليل على ذلك أن قوم نوح عليه السلام كانت جريمتهم تكذيب نبي الله نوح عليه السلام والاستهزاء به و الإشراك بالله تعالى ، ولم يحدثنا القرآن عن جرائم أخرى لهم كما حدثنا عن قوم لوط عليه السلام بالتفصيل ، ولكن رغم ذلك نجد أن نبي الله نوح عليه السلام يدعوا عليهم ! ويقول :

(وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا)سورة نوح 26-27

يستحيل أن تتناقض أهداف الأنبياء أو أن تعترض مهمتهم التبليغية عواطفهم و أهوائهم لكونهم الوسيط المعصوم بين الخالق و عباده ، وبذلك نخلص إلى أن المثلية الجنسية ليست الذنب الذي بسببه عوقب قوم لوط عليه السلام و كذلك ليست المعنية في تحريم القرآن الكريم لجرائم قوم لوط عليه السلام .


يقول الله تعالى : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون ) َسورة الأعراف 80 – 81


يحكي الله سبحانه عن قصة لوط عليه السلام وقومه وخطابه لهم بنصحهم و إرشادهم عن الكف عن مخالفة أمر المولى عز وجل ، بإتيان الفاحشة ولكن لماذا أختار القرآن لفظ الإتيان و ماذا عنى بالفاحشة ولماذا بألف لام التعريف ؟
____________________________________________


يقول صاحب تاج العروس - الزبيدي - ج 19 ص 136 - 140

[ أتى ] : ي أتيته أتيا وإتيانا وإتيانة ، بكسرهما ، ومأتاة وأتيا ، بالضم كعتي ويكسر ؛ اقتصر الجوهري على الأولى والثانية والرابعة ، وما عداهن عن ابن سيده ؛ جئته .
وقال الراغب : حقيقة الإتيان المجيء بسهولة .
قال السمين : الإتيان يقال للمجيء ، بالذات وبالأمر والتدبير ، وفي الخير والشر ومن الأول قوله :
* أتيت المروءة من بابها *
وقوله تعالى : ( ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ) ، أي لا يتعاطون .
قال شيخنا : أتى يتعدى بنفسه ؛ وقولهم : أتى عليه ، كأنهم ضمنوه معنى نزل ، كما أشار إليه الجلال في عقود الزبرجد . وقال قوم : إنه يستعمل لازما ومتعديا ، انتهى .

وفي الأساس : اغتلمت أن تؤتى .
واستأت زيد فلانا : استبطأه وسأله الإتيان . يقال : ما أتيناك حتى استأتيناك إذا استبطؤوه ؛ كما في الأساس ؛ وهو عن ابن خالويه .

وأتى الفاحشة : تلبس بها ، ويكنى بالإتيان عن الوطء ؛ ومنه قوله تعالى : ( أتأتون الذكران ) ، وهو من أحسن الكنايات . اهـ

________________________________


يقول بعض المفسرين و اللغويين ان الإتيان في الآية إنما هو على سبيل الإشارة إلى معنى معين بلفظٍ هو غير لفظه الصريح المستعمل عادة تجنباً لذكره صراحةً لغاية ما وهي الكناية و لكن المنهج الصحيح يقتضي عدم الاعتقاد بوجود كناية في القرآن و يتوجب على الباحث معرفة حقيقة اللفظ المستعمل في الكناية المزعومة .
عند الملاحظة الدقيقة فالكناية لا تختلف بشيء عن الاستعارة على بعض ما عرفوا به الاستعارة و لا يجوز للباحث الاعتقاد بوجود تشبيه استعاري في القرآن الكريم و لا تشبيه فيه سوى التشبيه الحقيقي ، و المنهج المعصوم يرفض الاعتراف بالاستعارة في استعمالات القرآن ، فالقرآن لا ينقل المعنى من لفظ إلى لفظ ، ولا يضع الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف ، ولا يأتي باسم للشيء غير اسمه الحقيقي ولا يأتي بمعنى آخر للشيء سوى معناه ولا يعلق العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة لغرض الإبانة ، لأنه مبين بنفسه و هو عين الإبانة وروحها ـ فليست الإبانة شيئاً خارج القرآن لأن آياته بينات ومبينات وهو نفسه تبيان و مبين ، فالإبانة صفة القرآن و ليست شيئاً خارجياً اتصف بها بعد الاستعارة ، و أما التشبيه الذي في القرآن فهو تشبيه حقيقي بين الشيء و الشيء أو الشيء و مثل الشيء أو مثل الشيء ومثل الشيء أو غير ذلك مما سيتبين لنا في موضعه .

المنهج اللفظي يرفض التسليم بوجود كناية في القرآن لنفس الأسباب المارة ، وذلك لأن كلامه تعالى حق وأن ( و الله لا يستحي من الحق ) الاحزاب 53 .

فاللفظ الذي يذكره هو دوماً اللفظ الصريح المطابق للمعنى الذي يريده تعالى .
نعم ..قد يشير إلى أمرٍ ما إشارةً دقيقة و إشارات لكن ذلك ليس من الكناية في شيء بناءً على الاصطلاح و التعريف المشار إليه ,

و مثال هذه الآية على الكنايات المزعومة في القرآن لبيان أمرين في آن واحدً:

الأول : إنهم جعلوا اللفظ كناية عن معنىً ووضعوا له لفظاً من عندهم حسبوه هو الذي يؤدي المعنى في أصل اللغة .
الثاني : إنهم نسوا ما فعلوه فجاؤوا بالمعنى نفسه الذي وضعوه اعتبروا الألفاظ الأخرى كناية عن هذا المعنى .

انظر هذه الأمثلة :
1- فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ (187) سورة البقرة - قالوا كناية عن الجماع .
2- أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء (43) سورة النساء – قالوا كناية عن الجماع .
3- فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ (189) سورة الأعراف – قالوا كناية عن الجماع .
4- فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ } (222) سورة البقرة – قالوا كناية عن الجماع .

5- فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ (23) سورة النساء – قالوا كناية عن الجماع .
6- أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ } (187) سورة البقرة- قالوا كناية عن الجماع .
7- وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ (47) سورة آل عمران – قالوا كناية عن الجماع .
8- لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (223) سورة البقرة- قالوا كناية عن الجماع .


فانظر أيها القارئ الكريم كم كناية وضعوا للجماع في كتاب الله ؟
وما ذكرناه هو نزرٌ يسيرٌ أظهرناه على عجلٍ ، إذ ربما كان هناك المزيد منها . فالإتيان الذي تحدثت عنه الآيات التي تصف ممارسات قوم لوط مع الذكران أو الرجال نلاحظ أنه لازمهم إذا لم يستعمل القرآن لفظ غير الإتيان في وصف الاتصال الجنسي بينهم ، فالإتيان و الغشيان و الملامسة و المباشرة و الاقتراب و الرفث و التماس .. كل هذه مفردات وردت في القرآن كناية عن شيء واحدً هو الجماع . فقد خالفوا هنا قواعدهم في تعريف الاستعارة كونها حمل اللفظ على معنى غير الذي وضع له في الأصل ، و العجيب أنهم أثبتوا للفظ أصلاً من جهةًٍ وتركوا السؤال عنه من جهةٍ أخرى .

أتدرى لماذا ؟ لأن التفاخر باستخراج عدد أكبر من الاستعارات في القرآن هو الهدف الأهم !! و عليه فما أكثر الاستعارات التي خرج بها المعنى عن أصله . لكن عند التفسير يُنسى الأصل . فهذه المفردات التسعة لم يسألوا ما هو الأصل الذي وضعت له ، ويكون حملها على أقرب المعاني المتبادرة إلى الذهن الإنساني القاصر هو أيسر السبل للخلاص من محنة البحث عن الأصل .

فتخيل .. كم من المعارف و العلوم النفسية و القواعد الاجتماعية و الأحكام الشرعية سيخرج من هذه الألفاظ التسعة ومواردها وشروط وضع كل منها في ترتيبه الخاص في التراكيب القرآنية و اقتراناتها بالألفاظ المجاورة ؟


إنك لو وضعت أي لفظ مكان أي لفظ آخر منها لتهدم البناء الهندسي للقرآن لا في تلك الآية و الآيتين ، بل بناء كل لفظٍ في التراكيب الخاصة . ومن ثم في التراكيب الأخرى التي اشتركت معها في الألفاظ حتى لا يبقى شيء على وجهه الصحيح مطلقاً . فلكل من هذه الألفاظ معناه المميز تميزاً شديداً عن الآخر.

فوضع لفظ الإتيان في وصف ممارسة الجنس المثلي عند قوم لوط عليه السلام ، لإشارة دقيقة من المولى سبحانه أن طريقة ممارستهم للجنس كانت في العلن هكذا دون استحياء أو خجل متلبسين بالفاحشة كما عبر صاحب تاج العروس ، و يؤكد على ذلك الآية الأخرى التي تحدثت عن درجة انهماكهم في ممارسة الجنس بدافع الشهوة في العلن وهم مبصرون كما عبر عنهم القرآن الكريم

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
54 – 55 سورة النمل

أي ينظرون لبعضهم البعض أثناء الاتصال الجنسي الجماعي بينهم مع الغرباء المسافرين وكانوا لا يتسترون عتوا منهم وتمردا ، وحتى لا نتهم أن هذا الرأي من بنات أفكارنا ولا يستند إلى مصدر نبين أن له أصل في كتب التفسير المعتمدة عند المسلمين
_______________________________________

تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج 7 - ص 218
ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وهي الفعلة القبيحة الشنيعة " * ( وأ نتم تبصرون ) * أنها فاحشة ، وقيل : يرى بعضكم بعضا . كانوا لا يتسترون عتوا منهم وتمردا
___________________________________________________
زاد المسير - ابن الجوزي - ج 6 - ص 76
وله تعالى : ( أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ) فيه قولان :
أحدهما : وأنتم تعلمون أنها فاحشة .
والثاني : وبعضكم يبصر بعضا .

_____________________________________________________

تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج 2 - ص 471
4 - * تبصرون * أنها فاحشة ، أو يبصر بعضكم بعضا . *

______________________________________________________

تفسير الرازي - الرازي - ج 24 - ص 204 - 205
أما قوله : * ( وأنتم تبصرون ) * ففيه وجوه : أحدها : أنهم كانوا لا يتحاشون من إظهار ذلك على وجه الخلاعة ولا يتكاتمون وذلك أحد ما لأجله عظم ذلك الفعل منهم فذكر في توبيخه لهم ماله عظم ذلك الفعل .

_______________________________________________________

تفسير القرطبي - القرطبي - ج 13 - ص 219
قوله تعالى : ( ولوطا إذ قال لقومه ) أي وأرسلنا لوطا ، أو أذكر لوطا . " إذ قال
لقومه " وهم أهل سدوم . وقال لقومه : ( أتأتون الفاحشة ) الفعلة القبيحة الشنيعة .
وأنتم تبصرون أنها فاحشة ، وذلك أعظم لذنوبكم . وقيل : يأتي بعضكم بعضا وأنتم تنظرون إليه . وكانوا لا يستترون عتوا منهم وتمردا

________________________________________________________
التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 384
( إنكم لتأتون الرجال _( من أتى المرأة : إذا غشيها .

_________________________________________________________
التبيان - الشيخ الطوسي - ج 8 - ص 105
" وأنتم تبصرون "
أي تعلمون أنها فاحشة . وقيل معناه : " وأنتم تبصرون " أي يرى بعضكم
من بعض ان ذلك عتوا وتمردا .

______________________________________


و على هذا جاء التعبير القرآني ليبين حقيقة أفعالهم في تلبسهم بالجريمة و ممارستهم للجنس المثلي في العلانية دون حياء و خجل فجملة " تبصرون " إشارة إلى أنهم كانوا يشهدون ممارسة الجنس المثلي " بين الفاعل والمفعول ". . . فكلام لوط نابع من البصيرة ورؤية العواقب الوخيمة لهذا العمل والتنبه منه لما له من آثار على المجتمع في نشر الإباحية و التهتك بين الأفراد و لذلك عبر القرآن الكريم عن دافعهم الجنسي بأنه كان شهوة لا أكثر وليس حباً بين الطرفين ، فالقرآن لم يتعرض للعلاقة الجنسية المثلية المبنية على الحب و الود ولم يبين حداً للفعلين و هو قد بين وفصل في كثير من الأحكام كما هو مبين في كتب أحكام القرآن ، و إنما شدد النكير على أن تكون الممارسة الجنسية المثلية بدافع الشهوة أو أن تكون علانية أو بالغصب و الإكراه و هذا ما كان مجتمعا عند قوم لوط عليه السلام ، و لذلك عبر عنها القرآن بالفاحشة لقبحتها .

و فوق ذلك كانوا يمارسون الجنس المثلي بالإكراه و في العلن مع الغرباء ينظرون لبعضهم البعض ، وكان الدافع لهم إبعاد الغرباء عن خيرات أرضهم كما قال بذلك الإمام الحسن بن علي وحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهم :

_______________________________________________
تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج 4 - ص 336
وقال الحسن : كانوا يتون الغرباء كانت بلادهم الأردن تؤتى من كل جانب لخصبها فقال لهم إبليس هو في صورة غلام إن أردتم دفع الغرباء فافعلوا بهم هكذا فمكنهم من نفسه تعليما ثم فشا واستحلوا ما استحلوا .
_________________________________________________
تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج 8 - ص 167 - 170

والذي حملهم على ذلك - كما أخرج ابن عساكر وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - أنهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم وثمار خارجة على ظهر الطريق وانهم أصابهم قحط وقلة من الثمار فقال بعضهم لبعض : إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش قالوا : بأي شيء نمنعها ؟ قالوا : اجعلوا سنتكم أن تنكحوا من وجدتم في بلادكم غريبا وتغرموه أربعة دراهم فإن الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك ففعلوه واستحكم فيهم . وفي بعض الطرق أن إبليس عليه اللعنة جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ثم جرؤوا على ذلك .
______________________________________________________

و هذا يبين لنا أن ممارستهم للجنس المثلي مقصورة مع الغرباء كما يبين لنا هذا الأثر لأنها كانت بدافع إبعادهم عن أرضهم و خيراتها و نشر أخبار اغتصابهم للمارة لتخويف المسافرين من المرور بمدينتهم ، و لذلك كانت من جملة سيئاتهم أن كانوا يحذفون المارة بالحجارة من الأعلى كما قال المفسرين وسنأتي على المصادر في موضع التفصيل لبقية جرائمهم، و في هذا إشارة واضحة لماذا أرسل الله سبحانه الملائكة إلى لوط ع بصورة غلمان غرباء مُرد فيهم من الجمال (كما تذكر كتب التفسير ) ما يدفع القوم إلى التعدي على بيت نبي الله لوط عليه السلام و هذا يدفعنا للسؤال عن سبب إرسالهم بهذه الصورة التي تعرضهم للخطر و تدفع بقوم لوط ع إلى التعرض لهم بالأذى و اغتصابهم ، و سنفصل في هذه النقطة المحورية الهامة التي ستكشف أدلة جديدة في تفنيد أدلة القائلين بالتحريم وعن سبب تعبير القرآن عن فعلهم بالإسراف و معنى السبق في ممارستهم الجنسية المثلية في الجزء الخامس من بحثنا و نسال الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه .

الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية /الجزء3


وهنا يمكن أن يقال هذا السؤال ، وهو : لم تباحث إبراهيم ( عليه السلام ) مع رسل الله وجادلهم في قوم آثمين ظالمين - كقوم لوط - وقد أمروا بتدميرهم ، في حين أن
هذا العمل لا يتناسب مع نبي - خاصة إذا كان إبراهيم ( عليه السلام ) في عظمته وشأنه ؟

هذه المجادلة إن كانت مع الله تعالى فهي جراءة على الله ، والجراءة على الله تعالى من أعظم الذنوب ، ولأن المقصود من هذه المجادلة إزالة ذلك الحكم وذلك يدل على أنه ما كان راضيا بقضاء الله تعالى وإن كانت هذه المجادلة مع الملائكة فهي أيضا عجيبة ، لأن المقصود من هذه المجادلة أن يتركوا إهلاك قوم لوط ، فإن كان قد اعتقد فيهم أنهم من تلقاء أنفسهم يجادلون في هذا الإهلاك فهذا سوء ظن بهم . وإن اعتقد فيهم أنهم بأمر الله جاؤوا فهذه المجادلة تقتضي أنه كان يطلب منهم مخالفة أمر الله تعالى وهذا منكر

نجيب بأن القرآن أعلمنا ان قوم لوط ع قد كذبوا المرسلين و كفروا بالله العظيم و اتبعوا سنن من كان قبلهم كقوم نوح ع ، ولكن لا نجد أن أحد من الأنبياء جادل أمر الله و رسله في ذلك ، و الأقوى و الأظهر أن ترفضه بقية الأمم فكيف بنا و شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام هل يدافع عن الظالمين ؟ ان كانت الفاحشة التي قام بها قوم لوط على رأي المفسرين أنها مجرد اللواط أو المثلية الجنسية ( و الملاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن الكريم مطلقاً و جردوا أفعالهم من الكفر و اغتصاب المارة المسافرين عنوة و ممارستها في العلن و هم يبصرون بعضهم البعض ) التي لم يسبقهم إليها أحد من قبلهم بحسب قولهم ، وهل كان فعلا الاتصال الجنسي المثلي مخترعاً حاز براءة اختراعه قوم لوط ع أم التاريخ يثبت عكس ذلك و هذا يؤكد أن الفعل الذي قاموا به يتعدى مجرد الجنس المثلي و هذا ما وصف القرآن بالإسراف و سنأتي له في الجزء الرابع ، و نسأل هل كان يجهل و العياذ بالله نبي الله إبراهيم ع ذلك لدرجة أن يقول بعض المفسرين كالطبري و مجاهد أنه خاصم ربه لذلك ؟

تفسير مجاهد - مجاهد بن جبر - ج 1 - ص 306
نا عبد الرحمن نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن
ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يجادلنا في قوم لوط
قال يخاصمنا في قوم لوط

هل مجرد ممارسة الجنس المثلي تستحق العقاب الإلهي ؟ و قد فندنا ذلك في الجزء الثاني بما لا يدع مجالاً للشك من خلال الآيات القرآنية ، و إذا سلمنا جدلاً بذلك نزولاً عند من يقول أنه لا توجد حالة جنسية مثلية في ما وصل إلينا من النصوص و الآثار التي تسبق عهد إبراهيم ع و الواقع يثبت عكس ذلك و سنثبت ذلك في الأجزاء القادمة فهل نكذب القرآن و أنبياء الله أم التفسير الخاطئ له ؟

الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية /الجزء2-

المثلية الجنسية في القرآن الكريم
نبي الله إبراهيم عليه السلام و المثلية الجنسية
تحدثنا في الجزء الثاني عن الآيات التي أخذها بعض الفقهاء مطية لتحريم المثلية الجنسية و معاقبة من يمارسها ، ولأنهم لم يجدوا آية تبين حد المثلية الجنسية أخذوا في اختراع حدود ما أنزلها الله ، و ذلك أن يرموا المثلي من شاهق !! و كأنهم يمثلون المشيئة الإلهية في الأرض ومن أين لهم تطبيق هذا الحد إلا بتأويل آية ( وما هي من الظالمين ببعيد ) و بينا بعشرات الروايات و المصادر الإسلامية الأولية في التفسير عدم تعلق الآية بما ذهبوا إليه فقولهم لا أساس له من الصحة لا القرآن الكريم يسعفهم ولا التراث الإسلامي الصحيح .


و لم يقف هؤلاء عند هذا الحد فاعترضوا على العقل قائلين : كيف تقحمون العقل في أمر الدين ؟ و لماذا كل هذا التشبث بالعقل و هو يخطئ آلاف المرات ؟ فالعقل ليس له أن يتدخل في أمر الدين ، و على الإنسان أن يُخطئ عقله ، و لو رأينا حديثاً يوافق العقل فهو غير صحيح مهما كان العقل قوياً في حجته ، وما علينا إلا إيقاف العقل عند حده .

و كلامهم هنا يشبه كلام المسيحيين مع احترامي حيث يقولون: لا حق للعقل أن يتدخل في أمر الدين ، و أن الله هو يسوع و يسوع هو الله وكفى ، وأن منشأ العالم هو الله الواحد ، وفي نفس الوقت الذي هو فيه واحد ، وهو ثلاثة أيضاً ، ولا أدري كيف يمكن أن يكون الله واحداً و يكون ثلاثة في آن واحد ؟ و العقل يرفض هذا المنطق السقيم لكنهم لا يقبلون بحكمه ، ويقولون ليس من حقه أن يتدخل في المواضيع الدينية .

و هكذا بعض الفقهاء كلما كان هناك استدلال عقلي في قضية من القضايا ، كانوا يرفضونه ، وعنادهم للعقل أن لا حق له أن يتدخل ، ولو أنهم قالوا:أن قدحاً من الشاي يمكن أن يستوعب ماء بحرٍ بكامله ، واعُترض عليهم أن هذا لا يتصوره العقل ولا يصدقه لرفضه بقولهم:أن العقل ليس له ان يتدخل و يكون فضولياً ، وبسبب عنادهم هذا ، وجهلهم و تعنتهم فقد استغلهم أعداء الإسلام من المحتالين النابهين إذ اختلقوا أحاديث و روايات كاذبة ووضعوها تحت تصرفهم ، ووضع اليهود و النصارى وغيرهم من المغرضين أحاديث كثيرة و قدموها إليهم ، فلم يعترضوا ولم يقولوا شيئاً لسذاجتهم و سطحيتهم و سرعة تصديقهم بالأمور .
و أما القرآن فكيف تعاملوا معه ؟ وكيف أعرضوا عنه جانباً من أجل إثبات حجية الأحاديث و الأخبار ؟ إنهم لم يقولوا ان القرآن ليس كتاب الله ، ولم يكن في وسعهم ذلك ، بل قالوا ان القرآن أسمى من ان يفهمه الناس العاديون ، و يتوقف فهمه علينا فنحن وحدنا من نفهمه ، وقد نزل لنفهمه نحن و نحن فقط

و كأننا لسنا المخاطبين بالقرآن ؟ و بأقوالهم هذه افقدوا القرآن هيبته و مكانته وحجيته لدى الناس وذلك لكي يرسخوا في أذهانهم ان المصدر الوحيد الذي يجب الرجوع إليه "نحن" ، ولا حاجة بنا إلى الاجتهاد ، لأن الاجتهاد يعني إعمال الفكر و تحكيم الرأي ، في حين ان المعنى الأصلي للاجتهاد هو ان ننظر ماذا يقول القرآن ، و أي الأحاديث صحيحة (وليس مجرد صحة السند لأنه مجرد قرينة على الصحة لا القرينة الوحيدة إن عارض الحديث القرآن أو الأدلة اليقينية وليس هذا موضع التفصيل ) و أي منها ضعيفة ، وان نستعمل العقل لننظر ماذا يعطي من رأي ، هذا هو الاجتهاد أما هؤلاء فيقولون اتركوا هذا الكلام جانباً و ما عليكم إلا بالأخبار و ما نفسره لكم ، و ما أدراك ما الأخبار ؟ إذ فيها الغث و السمين ، وفيها مما يفقد القرآن مكانته أحياناً .

و يعجبني قول لصاحب كتاب الحل الفلسفي يقول فيه : لأن العلم الذي يأتي من الله له باب لا يفتح إلا بمفتاح الذل و العبودية لله ، لذلك فالمتدينون أنفسهم وعلماء الدين ذاتهم هم أكثر الخلق بعداً عن ولوج هذا الباب ، لأننا نراهم بأم أعيننا يتكلمون نيابة عن الله ، و يشرعون باسمِهِ ، ويفسرون كلامه بكلامهم ، ويقترحون نيابة عنه مقترحات كثيرة ، ويدرسونه كموضوعٍ أو ذاتٍ ممكنة التفسير ، ويقلبون أشياءه كلها بالمقلوب ، ويضعون عليها ركاماً من عقائدهم و رغباتهم و هواجسهم ، فهناك إلهٌ معينٌ و كتابٌ معينٌ و رسولٌ معينٌ لكُل واحد منهم و إن تشابهت الأسماء وتوحدت قبلة الصلاة و اتفق صوت الأذان و دق الناقوس ، لأنك لا تستطيع أن تختبرهم في الحرب و في الفتنة وفي سفك الدماء ، و تختبرهم أيضاً عند الجدل و النقاش لتحصي مقدار الافتراء و الكذب . فالحجيج ضجيجٌ ، و الصلاة مكاءٌ ، و الكتابُ زُبُرٌ ، و السُننُ رجالُ ، و القضاءُ قياسٌ ، و الحُكمُ اختيارٌ ، و الشر جبر ، و الخير قدر ، و المال حظوظ ، و الحاكم وليٌ ، و الأصل فرع ، و الفرع أصل ، و المستحبات ضرورات ، و الواجبات متروكات ، و العلم طاقة ، و المعرفة تقليد ، و الاجتهاد ظن ، و الآيات تفسير ، و البينات مجاز ، والأمثال استعارات ، واللغة مرادفات ، والأرزاق أكاذيب ، والصدق غلو ، إلى أشياء كثيرة جداً


ربما قد أطلت في المقدمة لأني احتجت إليها لأوضح بعض الأمور و أزيل الغشاء عن أعين قد أعميت عن رؤية الحقيقة

يحدثنا القرآن الكريم عن إرسال الله تعالى الملائكة بصورة غلمان مرد بوجه جميل كما يقول المفسرون ، لنبي الله إبراهيم عليه السلام و عن الجدال الذي جادله إبراهيم مع الملائكة عندما علم أنهم مرسلون لعقاب قوم لوط عليه السلام ، حيث يقول القرآن الكريم

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) سورة هود

إننا نلاحظ الأمور التالية :1




قول بعض أهل التفسير :1

" إن قلق إبراهيم عليه السلام إنما كان على مصير النبي لوط ( عليه السلام ) وذلك استنادا إلى قول إبراهيم للملائكة : إن فيها لوطا غير صحيح فإن هذا القول لا يدل إلا على توقعه أن وجود لوط سيمنع من أن ينالهم العذاب . . ولا يدل على اعتقاده أن العذاب - لو نزل - سيحيق بلوط أيضا .



إن الله سبحانه قد صرح بأن جدال إبراهيم إنما كان في قوم لوط ، قال تعالى :1
فلما ذهب عن إبراهيم الروع ، وجاءته البشرى * يجادلنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب * يا إبراهيم أعرض
عن هذا ( أي عن رفع العذاب عن قوم لوط ) إنه قد جاء أمر ربك * وإنهم آتيهم عذاب غير مردود



لماذا يتهم إبراهيم ( عليه السلام ) شيخ الأنبياء ، وأفضلهم بعد نبينا
محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنه كان متسرعا في موقفه ، وواقعا تحت تأثير المفاجأة ، حتى إنه حينما جاءته الملائكة بالبشرى استغرب ذلك واستبعده




كما أنه قد عرض به ( عليه السلام ) بعض المفسرين حين اعتبروا أن ليس من الضروري أن يكون إبراهيم ( عليه السلام ) مستحضرا في نفسه لكل الأمور المتصلة بالأحداث بحيث يفقد عنصر المفاجأة في كل شيء .
فإن هذا التعريض مرفوض جملة وتفصيلا ، إذ مهما كان وقع المفاجأة على إبراهيم ( عليه السلام ) قويا ، فإنه لا يمكن أن لا يمر في وهمه : أن الله سبحانه رحيم بالعباد ، ولا يفعل إلا الحق ، ولا ينزل العذاب إلا بمن يستحق .
ولا يمكن أيضا أن تختلط عليه الأمور فيظن أن الله سبحانه ينزل العذاب بحيث يشمل حتى نبيه الذي أرسله . . فإن غضب الله سبحانه ليس عشوائيا بحيث لا تبقى ثمة ضوابط أو معايير لما يصدر عنه ومنه ، وحاشا إبراهيم أن يظن بالله ذلك


وإذا كان هذا البعض قد أدرك هذه الحقيقة ، وهي إساءة القوم واستحقاقهم نزول العذاب عليهم ، ثم نزوله بالفعل ، ونبي الله فيهم معناه هلاك ذلك النبي الأمر الذي لا بد أن يمنع من نزول العذاب - نعم إذا أدرك هذا البعض ذلك فكيف لم يدركه


إبراهيم النبي ( صلوات الله وسلامه عليه ) ؟ .



وقد كان من المفروض : أن يثور احتمال لدى إبراهيم ، إن يخرج الملائكة لوطا من بين قومه ، ثم يهلكونهم بما فعلت
أيديهم .
إن هذا البعض قد ادعى أن إبراهيم خاف على لوط ، ولم يكن يعرف أن الله ينجي أنبياءه من عذاب الاستئصال .
ونقول إن العقل يرفض أخذ البريء بذنب المجرم ، كما أن النصوص القرآنية قد ألمحت وصرحت مرارا وتكرارا بأن الله لا يظلم أحدا ، ولا يعامل البريء والمذنب على حد سواء ، ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ). وصرحت الآيات أيضا بأنه

تعالى إنما يهلك أهل القرى بظلمهم ، ويأخذهم بذنوبهم





بل صرحت بأن الله ينجي المؤمنين ، ويهلك من عداهم فقد قال تعالى
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ، إذ يعدون في السبت ، إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ، كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون . وإذ قالت أمة منهم : لم تعظون قوما الله مهلكهم ، أو معذبهم عذابا شديدا ، قالوا : معذرة إلى ربكم ، ولعلهم يتقون . فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ، وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ، فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين




وبعدما تقدم نقول صحيح أن السنة الإلهية جارية على أن عذاب الاستئصال إذا نزل ، فإنه يعم كل من نزل عليهم . .
ولكن من الواضح أيضا : أن العذاب إنما ينزل على خصوص المجرمين ، إما لارتكابهم الجرائم فعلا ، أو لأجل رضاهم بها وعدم قيامهم بواجبهم في رفعها ، وعدم تحريكهم ساكنا في مواجهتها .




فيأخذهم الله بذنوبهم نفسها . . فهل يمكن اتهام لوط بأنه مقصر في واجباته ، أو أنه مرتكب للجرائم أو راض بارتكابها ؟ ! أو هل يمكن اتهام إبراهيم بأنه يجهل هذه الحقيقة أعني حقيقة أن الله لم يكن ليعذب نبيه بعذاب الاستئصال ؟ بل ينجيه منه وينجي من آمن معه ؟



ولأجل ذلك نجد أن الله سبحانه لم يغرق قوم نوح حتى صنع نوح
السفينة ، وحمل بها كل من آمن معه ، فلماذا لم يتعلم إبراهيم - عليه السلام - من هذه القضية بالذات

إن الله تعالى كما أنه يميت متفرقا ، إما لمصلحتهم ، أو لمصلحة آبائهم ، أو لمصلحة النظام الكلي ، كذلك قد يقدر موتهم جميعا في وقت واحد لبعض تلك المصالح .
وليس ذلك على جهة الغضب عليهم ، بل رحمة لهم ، لعلمه تعالى بأنهم يصيرون بعد بلوغهم كفارا ، أو يعوضهم في الآخرة ، ويميتهم لردع سائر الخلق عن الاجتراء على مساخط الله ، أو غير ذلك .
مع أنه ليس يجب على الله تعالى إبقاء الخلق أبدا ، فكل مصلحة تقتضي موتهم في كبرهم ، يمكن جريانها في موتهم عند صغرهم ، والله تعالى يعلم.1
و نعرض بعض أقوال المفسرين من السنة و الإمامية الإثناعشرية لنستخلص منها ما نريد توضيحه:1


زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 105 - 106
( يجادلنا ) فيه إضمار أخذ وأقبل يجادلنا ، والمراد : يجادل رسلنا .

------------------------

مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - ص 89 - 90
جدل : الجدال المفاوضة على سبيل
المنازعة والمغالبة وأصله من جدلت الحبل أي
أحكمت فتله ومنه الجديل ، وجدلت البناء
أحكمته ودرع مجدولة . والأجدل الصقر
المحكم البنية ، والمجدل القصر المحكم
البناء ، ومنه الجدال فكأن المتجادلين يفتل
كل واحد الآخر عن رأيه ، وقيل الأصل في
الجدال الصراع وإسقاط الانسان صاحبه على
الجدالة وهي الأرض الصلبة ، قال الله تعالى :
وجادلهم بالتي هي أحسن - الذين يجادلون في
آيات الله - وإن جادلوك فقل الله أعلم - قد جادلتنا
فأكثرت جدالنا - وقرئ - جدلنا - ما ضربوه
لك إلا جدلا - وكان الانسان أكثر شئ جدلا وقال تعالى : وهم يجادلون في الله - يجادلنا
في قوم لوط - وجادلوا بالباطل - ومن الناس
من يجادل في الله - ولا جدال في الحج - يا نوح
قد جادلتنا



-----------------------


الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - ص 158 - 159
0 الفرق بين الجدال والحجاج: الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج
هو ظهور الحجة .
والمطلوب بالجدال : الرجوع عن المذهب ، فإن أصله من الجدل ، وهو
شدة القتل ، ومنه الأجدل لشدة قوته من بين الجوارح ، ويؤيده قوله
تعالى : " قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا " . وقوله تعالى :
" وجادلهم بالتي هي أحسن " . وذلك أن دأب الأنبياء
عليهم السلام كان ردع القوم عن المذاهب الباطلة ، وإدخالهم في دين
الله ببذل القوة والاجتهاد في إيراد الأدلة والحجج .
هذا وقد يراد بالجدال مطلق المخاصمة ، ومنه قوله تعالى : " فما أنتم هؤلاء
جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ".

----------------------------


تفسير البغوي - البغوي - ج 2 - ص 394
يجادلنا في قوم لوط فيه إضمار أي : أخذ وظل يجادلنا .



--------------------------------


جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 12 - ص 102 - 107
قوله : يجادلنا في قوم لوط يقول : يخاصمنا . كما :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن
أبي نجيح ، عن مجاهد : يجادلنا : يخاصمنا .
حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
وزعم بعض أهل العربية من أهل البصرة أن معنى قوله : يجادلنا يكلمنا ، وقال :
لان إبراهيم يجادل الله إنما يسأله ويطلب منه . وهذا من الكلام جهل ، لان الله تعالى ذكره
أخبرنا في كتابه أنه يجادل في قوم لوط ، فقول القائل : إبراهيم لا يجادل ، موهما بذلك أن
قول من قال في تأويل قوله : يجادلنا يخاصمنا ، أن إبراهيم كان يخاصم ربه جهل من
الكلام ، وإنما كان جداله الرسل على وجه المحاجة لهم . ومعنى ذلك : وجاءته البشرى
يجادل رسلنا ، ولكنه لما عرف المراد من الكلام حذف الرسل .

-----------------------------------

التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 547
* يجادلنا في قوم لوط * : يجادل رسلنا في
شأنهم ومعناهم .

--------------------------------------

التبيان - الشيخ الطوسي - ج 6 - ص 35 - 37
قوله تعالى :
فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في
قوم لوط ) ( 74 ) آية في الكوفي والمدني .
أخبر الله تعالى انه حين ذهب عن إبراهيم الروع ، وهو الافزاع ، يقال : راعه
يروعه روعا إذا أفزعه قال عنترة :
ما راعني الا حمولة أهلها * وسط الديار تسف حب الخمخم
أي ما أفزعني ، وارتاع وارتياعا إذا خاف . و ( الروع ) بضم الراء النفس ،
يقال ألقي في روعي ، وهو موضع المخافة و " جاءته البشرى " يعنى بالولد
" يجادلنا " وتقديره جعل يجادلنا ، فجواب ( لما ) محذوف لدلالة الكلام عليه ،
لان ( لما ) تقتضيه ، والفعل خلف منه . وقال الأخفش ( يجادلنا ) بمعنى جادلنا .
وقال الزجاج : يجوز أن يكون ذلك حكاية حال قد جرت ، والا فالجيد ان
تقول : لما قام قمت ، ولما جاء جئت . ويضعف ان تقول : لما قام أقوم ، والتقدير
في الآية لما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى اقبل يجادلنا واخذ يجادلنا .
وقوله " يجادلنا " يحتمل معنيين أحدهما يجادل رسلنا من الملائكة - في قول
الحسن - الثاني - يسألنا في قوم لوط . والمعنى انه سأل الله ، إلا أنه استغني بلفظ
( يجادلنا ( لأنه حرص في السؤال حرص المجادل .


---------------------------

الإسلام لايحرم المثلية الجنسية/جزء الأول

بسم الله

سوف انقل تباعا مقالات احمد الامارتي في شأن تحريم المثلية للاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الأطهار و صحبه الأخيار وسلم
كثير مما يعتبر من " المسلمات " عند البعض يتضح أنه مجرد سوء فهم للنصوص ، و إتباع للظن ليس أكثر عند دراسة هذه النصوص دراسة منهجية علمية دقيقة ، و عدم ظهور دلالة قطعية على جواز الاعتماد على الظن المتعلق بنفس أحكامه تعالى ، و التمسك فيه بالظن يشتمل على دور ظاهر ، مع أنه معارض بأقوى منه من الآيات الصريحة في النهي عن العمل بالظن المتعلق بنفس أحكامه تعالى وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا
ويطول الحديث قي إبطال التمسك بالاستنباطات الظنية ، من هذه المسلمات قضية " المثلية الجنسية " التي و للأسف الشديد تم الإساءة لمن تكون عنده و الحكم عليه بالموت لمجرد ممارسة ميوله الجنسية ! ، و كأن الإسلام الذي قبل التعددية بنص القرآن {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} ، لا يقبل التعددية في الميول الجنسية ،و العجب كل العجب من الذين قبلوا الاختلاف في صفات و كنه ذات الخالق ويعتبرونه من التعددية المذهبية ، لا يقبلون مجرد مناقشة فروع الدين إن صح التعبير .
وفي بدء هذه الدراسة أحببت أن أنقل هذا المقطع من كتاب رسائل أخوان الصفا بتصرف و الذي يتكلم ويشير إلى فحوى مرادي

اختلفت المذاهب و الآراء و الاعتقادات فيما بين أهل دين واحد و رسول واحد لافتراقهم في موضوعاتهم و اختلاف لغاتهم و أهوية بلادهم وتباين مواليدهم و آراء رؤسائهم و علمائهم الذين يحزبونهم و يخالفون بينهم طلباً لرئاسة الدنيا ، وقد قيل في المثل : ( خالف تُعرف ) لأنه لو لم يطرح رؤساء علمائهم الاختلاف بينهم لم تكن لهم رئاسة ، وكانوا يكونون شرعاً واحداً ، لأن أكثرهم متفقون في الاصول مختلفون في الفروع.

أفلا يحق لنا المشاركة في هذا الاختلاف في الفروع و مناقشة أدلة المخالفين على ضوء ما جاء في الكتاب و السنة



و من هنا تنطلق هذه الدراسة التي أعدها ارتجالية لتخط في ميدان الاجتهاد بابا جديدا في فهم النصوص الدينية بالدليل و البرهان وليس بتفسيرات بائدة تناقض النص نفسه

هل الإسلام حرم المثلية الجنسية فعلا كما تعلمنا في المدارس و الجامعات ؟ هل ما كنت أعتقد جازماً بصحته صحيحاً ، القضية التي لا تقبل التشكيك
كنت دائما أسعى في سبيل التخلص من ميولي المثلية بدعوى أنها فسق وفجور ومن الكبائر التي تودي بصاحبها الى قعر الجحيم
ولكن ما إن بدأت بدراسة الموضوع دراسة متأنية واعية اتضح لي أمر آخر لم توضحه كتب التراث الإسلامي بكل أسف ، و هي أن المثلية بحد ذاتها لا يحرمها الإسلام أبداً نعم لم يحرمها ! سيتساءل القارئ هل يعي هذا ما يقول وأين يذهب بعشرات النصوص من القرآن و السنة التي تقطع بتحريمها دون شك
هل فعلا هي كذلك أم لا هذا ما سنعرفه من خلال هذه الدراسة المجملة و التي بعون الله سأفصل فيها أكثر في المستقبل ، ليس هنالك داع أن يترك المثلي دينه أو يعتبر نفسه عاصياً لخالقه بسبب هذه التفسيرات الخاطئة للنصوص و التي تقبل الاجتهاد في تبيانها ، و سيكون محور هذه الدراسة منصباً حول فهم هذه النصوص من القرآن و السنة النبوية الشريفة عند الفرق الإسلامية.
و تبيان عدم صلاحية ما ليست مداركه منضبطة أن يجعل مناطاً لأحكامه تعالى ، و المسلك الذي يختلف باختلاف الأذهان

و الأحوال و الأشخاص لا يصلح أن يكون مناط أحكامٍ مشتركة بين الأمة إلى يوم القيامة و الشريعة السهلة السمحة كيف تكون مبنية على استنباطات صعبة مضطربة ؟ و ابتناء أحكامه تعالى على الاستنباطات الظنية مستلزم لمفاسد كثيرة و الملكة المخصوصة التي اعتبروها في المجتهد و بذل الوسع منه تحصيل الظن أمران مخفيان غير منضبطين .

يستدل القائلين بتحريم المثلية الجنسية بعدة نصوص قرآنية و روايات تشنع و تحرم بزعمهم المثلية الجنسية ، وقبل الخوض في سردها وبينا عدم تمامية استدلالاتهم الباطلة مجتمعة ، سنقوم بتفكيكها و دراسة أجزائها حتى تكتمل الصورة الكلية لموقف الإسلام من المثلية الجنسية .

سنبدأ بداية بالمصدر التشريعي الأول في الإسلام و الذي يتفق عليه جميع المسلمين باختلاف مذاهبهم و فرقهم و إن اختلفوا في تفسيره و تأويله ألا وهو
القرآن الكريم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، و الذي لم يترك الله سبحانه أمر الشريعة الفرائض ناقصة حتى نحتاج إلى تمامها بروايات ظنية و آراء فاسدة كاذبة و اجتهادات باطلة و كيف يكون ذلك و الله و قال سبحانه : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْء و قال سبحانه وتعالى يقول : مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ

و على هذا سنثبت أن القرآن الكريم لا يحرم المثلية الجنسية لذاتها و إنما يقننها كما سيتضح لنا و بإثبات ذلك سيكون البحث في الأحاديث المنسوبة للنبي صل الله عليه وسلم مجرد أثبات إضافي لما بينه القرآن الكريم وما خالفه من الحديث يطرح به لمعارضته ولا يقدم الدليل الظني على القطعي كما هو معلوم عند جميع العقلاء
وان السنه لا يمكن من خلالها اثبات اصل من اصول الاسلام وذكرنا السبب الذي جعلنا نقول بعدم حجيتها في التاصيل واليك قولنا : ان كل فرقة من الفرق تمتلك رواة لاحاديث الرسول وكل فرقة توثق رجالها وتبين ضبطهم وتبين احوالهم على نحو التفصيل والاجمال وكل فرقة لا تصدق بالاخبار التي تنقلها الفرقه الاخرى بحجة انهم مبتدعون كذبه دجاجله اشر من اليهود والنصارى يريدون هدم الدين اذ كيف من خلال هذا الكلام يمكن ان نبيني اصل من اصول الدين من خلال السنة ؟ اذ كيف نميز الحق من الباطل وكل فرقه ترشق الفرقة الاخرى بالطعن والتجريح ؟اذا فلابد ان تكون اصول
الانسان قرانية وليست بشرية حتى لا يقع الاختلاف في تحديدها وفي كيفية اخذها فنحن نقول ان كل فرقه تدعي ان اصولها متواتره وثبتت عن طريق القطع واليقين وان رجالها الثقات الذين وثقوهم ونصوا على عدالتهم قد نقلوا لهم هذا الاصل وبينوه فهذا القول بحد ذاته مفسده في اثبات اصل من اصول الاسلام لان كل فرقه تتهم الفرقه الاخرى بالكذب على الرسول وكل فرقه تتهم الفرقه الاخرى بالزندقه والكفر وكل فرقة تتهم الفرقة الاخرى بالجهل والغباء فكيف يمكن للناس معرفة اصولهم ان كانت كل فرقه تتدعي ان اصولها متواتره عن طريق رجالاتها ؟!وكيف يمكن تمييز من الفرقه المحقه من الفرقه الضاله ؟اليس هذا يدل على ان هذا الاصل بشري وليس قراني لانه لم يرد في القران ؟ اليس هذا دليل على ان اصلهم خارج عن حدود القران والله قال ان القران تبيان لكل شي ؟

ان علم الحديث علم وضعه البشر وما وضعه البشر يحتمل به الخطا والزلل والحديث المتواتر وضع قواعده البشر وبينوا انه كذا وكذا فكيف نطمئن ان اصلنا حقيقي لم يصيبه الخلل ؟ وان العلماء يختلفون في الاحاديث فتارة يقولون انها متواتره وتاره يقولون انها ليست متواترة فكل هذه الامور التي يقولونها هي من اجتهادهم الشخصي فكيف نبني اصل من اصول الاسلام على اجتهاد بشري يحتمل الخطا والزلل ؟ وتجد كثيرا ما يقع العلماء في الاختلاف في تحديد الحديث من حيث الحجيه وهل هو صدر على نحو الوجوب ام الاستحباب وهل صدر على نحو الحرمه او الكراهه فكيف بعد هذا نبني اصولنا على هذه الاجتهادات وهي تحتمل الخطا والزلل ؟


و من وضع علم الحديث بقواعده واصوله هل القران ام البشر ؟ و لماذا القران بقي الى يومنا هذا محفوظ من الزيادة والنقصان والتغير والسنة تلاعب بها الرواة وادخل الزنادقه والكذابين احاديث لا تعد ولا تحصى موضوعة على الرسول والاسلام ؟و لماذا الله لم ياصل هذا الاصل الذي ورد بالتواتر مع ان الله تكفل وقال ( وانزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ) ؟ و هل القران نزل على الرسول لكي يختلف الناس في تحديد اصولهم ام يتفقوا ؟
و لماذا العلماء حرموا التقليد في الاصول واجازوه بالفروع ؟ و اذا كانت فرقتي قد بنت اصلا من اصول الاسلام عن طريق الحديث المتواتر وقامت الفرقه المعاديه لي وقالت انكم تكذبون ورجالكم اكذب منكم فانتم نسبتم هذا الاصل كذبا وزورا الى الرسول صلى الله عليه واله وسلم فكيف نقيم عليهم الحجه ونبين لهم ان اصلنا صحيح ويجب الاعتقاد به والاعتماد على رجالنا دون الاعتماد على القران ؟ و هل الدليل الاصولي يشترط ان تكون دلالته من داخل النص ام من خارج النص ؟ و هل القران الله انزله للصدر الاول من المسلمين ام انزله للمسلمين كافه في كل زمان ومكان ؟



اصول الاسلام قرآنية وليست بشرية ان الذي يقرا كلام الله سبحانه وتعالى يتبين له انه مامن اصل من اصول الاسلام اهمله الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فكل اصل عليه مدار الدين والاسلام ذكره المولى عز وجل في كتابه الكريم كيف والله سبحانه وتعالى وصف كتابه الكريم بانه ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً )فهذا الله عز وجل وصف كتابه بانه الفرقان فتبين أن الغرض من إنزال هذا القرآن هو بيان الحق وإزالة الخلاف والنزاع بين البشريه لكي تتم عليهم الحجه من خلاله ويتبين لهم الحق من الباطل ومعرفة اصولهم الواجب عليهم العمل بها والاعتقاد بها
وقال سبحانه وتعالى بان القران ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ) فهذا القران يهدي للتي هي اقوم فما من شي يحتاجه الناس الا وذكره القران حتى يكون مصدر هداية لا مصدر اختلاف وقتال وانشقاق فالهدايه لا تكون الا بذكر الامور التي يجب على المسلمين الاعتقاد بها والعمل بها لان ديننا واحد منزل من الله العزيز الحكيم واصولنا واحده فلا يجب الاختلاف بها فاذا القران لم يذكر القضايا الاصوليه التي يحتاجها الانسان
فلا يكون مصدر هداية للمسلمين اذ كيف يكون مصدر هداية وهو اهمل اهم القضايا الاصوليه التي لا يجب الاختلاف بها والاقتتال بسببها ولذك لم يذكر بعد هذه الايه الا اصول الهدايه من الايمان بالغيب واقامة الصلاة وايتاء الزكاة والايمان بالكتب والرسالات السابقة واليوم الاخر ووصف سبحانه وتعالى بان القران (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) فهذا القران العظيم انزله الله سبحانه وتعالى على نبينا عليه وعلى اله الكرام الطاهرين افضل الصلاة والتسليم ليخرج الناس من الظلمات الى النور فكيف الله يخرجهم من الظلمات من النور ويهمل اصول الاسلام ولا يبينها به حتى يعرف المسلم الحق من الباطل وما يحتاجه من امور دينه الواجب عليه اتباعها ولو كان القران ناقصا لاصول الاسلام لما صفه الله عز وجل بانه كتاب يخرج الناس من خلاله من الظلمات الى النور
ويتبين من قول الله عز وجل (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) انه مامن قضية اصوليه عليها مدار الدين والاسلام لم يبينها الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى تكفل بتبيان كل شي يحتاجه المسلم في دينه والدليل على كلامي ان كل الاصول التي عليها مدار الدين والاسلام قد اصلها القران وبينها احسن بيان فان قلت هات الدليل على ان الايه تعني الاصول دون الفروع على نحو التفصيل ؟ قلت : الله سبحانه وتعالى قد ذكر التوحيد والنبوة والمعاد والايمان بالملائكة والكتب والغيب والصلاة والزكاة والحج والصوم في القران الكريم واصلها تاصيلا قطعيا لا لبس فيه حتى على العوام بل ذكر ..
بر الوالدين وتحريم الخمر وعدة المرأة ومدة رضاع الطفل بانه حولين كاملين والزواج والطلاق وحرمة الكذب ور ردالتحيه والدين والزنا بل ان القران فصل وشرح بعض الاصول وبين فروعها ..



القران فيه تبيان لكل شي نعم بدليل قوله تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي) فهذا المولى عز وجل يقول بان كتابه العزيز المنزل على الرسول صلى الله عليه واله وسلم فيه تبيان لكل شي هذه الايه تدل على ان القران استوعب كل اصول الاسلام فمان من اصل الا واصله القران واثبته لان القران هو مرجعنا وهو دستورنا العظيم الذي لا يختلف المسلمين بحجيته فكل ما يحتاجه الانسان من الاصول سواء كانت عباديه او عمليه فهو موجود بها لان الله تكفل بتبيانه ومن هنا يتبين ويتضح ان كل اصل ورد بالتواتر فهو اصل بشري موضوع لان الله سبحانه وتعالى بين ان كتابه المنزل على الرسول ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ) .. فتدبر وتفكر فمن المستحيل عقلا ان يكون هناك اصلا لم يبينه الله .. والله تعهد بتبيان كل شي . فكل اصل خارج عن حدود القران فهو اصل مكذوب .. فتامل



المثلية الجنسية في القرآن الكريم
أقوى ما يستدل به في تحريم المثلية الجنسية في القرآن الكريم هي قصة قوم لوط عليه السلام ، و تصوير المثلية الجنسية
على أنها السبب في استحقاقهم العذاب الفظيع بغض النظر عن كونهم كفاراً جحدوا نبوة لوط عليه السلام و ارتكابهم لكثير من المحرمات التي ذكرها القرآن الكريم بالإضافة إلى اعتدائهم على بيت النبي لوط عليه السلام و التعرض له و لو نظرنا إلى قصص الأنبياء عليهم السلام لرأينا أن أغلب الأقوام قد كذبوا أنبيائهم و ناصبوهم العداء فاستحقوا بذلك عذاب الله الشديد
وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ 42-44الحج
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ 12 ص كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ 5 غافر وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ13ص -14
فواضح أن الله سبحانه قال أنهم استحقوا العقاب أو فحق عقاب بسبب تكذيبهم الرسل و هذا هو السبب الذي ذكره الله سبحانه لتعذيبهم و نيلهم الجزاء على تكذيب الرسل ، فأعجب بعد ذلك من تخصيص قوم نبي من الأنبياء بالعذاب و ربط ذلك فقط بالمثلية الجنسية و كأنها الذنب الذي استحقوا بسببه العذاب و القرآن بكل وضوح يذكر أن سبب العقاب هو
تكذيبهم للرسل لا غير فأي سبب يبقى من بعد قوله تعالى ؟
فقوم صالح عليه السلام عاقبهم الله بسبب عقر ناقة أفلا يعذب قوم لوط ع لاعتدائهم على داره و ضيوفه و كفرهم بالله
العظيم ؟
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا
تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن
لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ 73-79 الأعراف
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) سورة الشمس
و على هذا يبين الله سبحانه سننه في الكون (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) 62 الأحزاب (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) 23 الفتح ، ولن للتأبيد كما نعلم ، و قال الله سبحانه (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ) 160 الشعراء ، هذا الآية تدل على بعث عدة رسل في قوم لوط غير لوط عليه السلام ولكن لم نعلم عنهم شيئا و قد كذبوهم جميعاً ، (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) 33 القمر ، و على هذا استحقوا الجزاء الإلهي كما مر في من قبلهم من الأقوام ومن بعدهم ، وليس لمجرد المثلية الجنسية ولا دليل في استحقاقهم هذا الجزاء بسبب المثلية الجنسية قطعاً لما مر
معنا بنص آي القرآن الكريم
و مما يستدل به على عقاب قوم لوط ع بسبب المثلية الجنسية من قبل بعض المفسرين و الفقهاء بالإستنباط الظني الذي فندناه في الجزء الأول من البحث
هي هذه الآية
إِنَّ قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ81-83 هود
ففسر البعض الظالمين هنا أنهم من يمارسون المثلية الجنسية رغم أنه لا دليل على ذلك من القرآن الكريم ، و تناسوا أفعال قوم لوط عليه السلام الأخرى و يكفي منها تكذيبهم للرسل وقطعهم للسبيل و كفرهم بالله العظيم ، و ممن قال بقولنا في تفسير هذه الآية أن الآية تعني كل ظالم بالعموم و خصوصاً من أشرك بالله كالمشركين في مكة وليس ما ذهب إليه البعض بفهمهم الخاطئ اعتمادا على إسرائيليات و روايات موضوعة ، عشرات المفسرين من السنة و الإمامية
ومنهم
المفسر الكبير الطبري في تفسير هذه الاية : وأما قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ
فإنه يقول تعالـى ذكره متهدّدا مشركي قريش: وما هذه الـحجارة التـي أمطرتها علـى قوم لوط من مشركي قومك يا مـحمد ببعيد أن يـمطروها إن لـم يتوبوا من شِركهم وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:14301ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا أبو عتاب الدلال سهل بن حماد, قال: حدثنا شعبة, قال: حدثنا أبـان بن تغلب, عن مـجاهد, فـي قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ ببَعِيدٍ قال: أن يصيبهم ما أصاب القوم.14302ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ قال: يرهب بها من يشاء.حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.14303حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ يقول: ما أجار الله منها ظالـما بعد قوم لوط.
ـ حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة وعكرمة:
وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبِعِيدٍ يقول: لـم يبرأ منها ظالـم بعدهم.حدثنا علـيّ بن سهل, قال: حدثنا ضَمْرة بن ربـيعة, عن ابن شَوْذَب, عن قتادة, فـي قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ قال: يعنـي ظالـمي هذه الأمة, قال: والله ما أجار منها ظالـما بعد.ـ 14305حدثنا موسى بن هارون, قال: حدثنا حماد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ يقول: من ظَلَـمة العرب إن لـم يتوبوا فـيعذّبوا بها.14306ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن أبـي بكر الهذلـيّ بن عبد الله, قال يقول: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ من ظلـمة أمتك ببعيد, فلا يأمنها منهم ظالـم
_____ ____

و كذلك قال السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية : (وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله {وما هي من الظالمين ببعيد} قال: يرهب بها قريشا أن يصيبهم ما أصاب القوم.وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {وما هي من الظالمين ببعيد} يقول: من ظلمة العرب إن لم يؤمنوا أن يعذبوا بها.وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع في الآية قال: كل ظالم فيما سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظر متى يؤمر أن يقع به، فخوف الظلمة فقال: وما هي من الظالمين ببعيد.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {وما هي من الظالمين ببعيد} قال: من ظالمي هذه الأمة، ثم يقول: والله ما أجار الله منها ظالما بعد.

_______
تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 6 - ص 2069 -
قوله تعالى : وما هي من الظالمين ببعيد11113حدثنا حجاج بن حمزه ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : وما هي من الظالمين ببعيد قال : - يرهب بها قريش - حدثنا أبي ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة وعكرمة وما هي من الظالمين ببعيد قال : لم يبرا منها ظالم بعدهم - حدثنا أبو زرعة ثنا عمر بن حماد ثنا أسباط عن السدى قوله وما هي من الظالمين ببعيد قال : لم يبرا منها ظالم بعدهم - حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدى قوله : وما هي من الظالمين ببعيد يقول : من ظلمه العرب ان لم يؤمنوا فيعذبوا بها - حدثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قوله : وما هي من الظالمين ببعيد قال : كل ظالم فيما سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظره متى يؤمتر ان يقع به فخوف الظلمة فقال وما هي من الظالمين ببعيد - حدثنا أبي ثنا الحسين بن واقع الرملي ثنا ضمره عن ابن شوذب عن قتادة في قوله وما هي من الظالمين ببعيد قال : من ظالمي هذه الأمة ثم يقول والله مااجز الله منها ظالما بعده قوله تعالى : والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله الآية
.__________
تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج 2 - ص 127 - 128*
مسومة * ، يعنى معلمة ، * ( عند ربك ) * ، يعنى جاءت من عند الله عز وجل ، ثمقال : * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * [ آية : 83 ] ؛ لأنها قريب من الظالمين ، يعنى منمشركي مكة ، فإنها تكون قريبا ، يخوفهم منها ، وسيكون ذلك في آخر الزمان ، يعنى ماهي ببعيد ؛ لأنها قريب منهم ، والبعيد ما ليس بكائن ، فذلك قوله : * ( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ) * [ المعارج : 6 ، يعنى كائنا
__________
تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج 5 - ص 184" *
وما هي * يعني تلك الحجارة " * ( من الظالمين ) * ) من مشركي مكة " * ( ببعيد ) * ) قال مجاهد : يرهب بها قريشا ، قتادة وعكرمة : يعني ظالمي هذه الأمة والله ما أجار الله منها ظالما بعد ، وقال أنس بن مالك : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل ( عليه السلام ) عن قوله تعالى " * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * ) قال : يعني بها ظالمي أمتك ، ما من ظالم منهم إلا هو يعرف أي حجر سقط عليه .
____________
تفسير الواحدي - الواحدي - ج 1 - ص 529 - 530 * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * يعني كفار قريش يرهبهم بها .
___________
تفسير السمعاني - السمعاني - ج 2 - ص 450وقوله : * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) يعني : من ظالمي أهل مكة ببعيد .وقد روي في بعض الآثار : أن على رأس كل ظالم حجرا معلقا في السماء ينتظر أمر الله تعالى . وهذا من الغرائب ، والله أعلم .
___________
زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 114قوله تعالى
وما هي من الظالمين ببعيد - في المراد بالظالمين ها هنا ثلاثة أقوال :أحدها : أن المراد بالظالمين ها هنا : كفار قريش ، خوفهم الله بها ، قاله الأكثرون .والثاني : أنه عام في كل ظالم ، قال قتادة : والله ما أجار الله منها ظالما بعد قوم لوط ، فاتقواالله وكونوا منه على حذر .والثالث :
أنهم قوم لوط ، فالمعنى : وما هي من الظالمين ، أي : من قوم لوط ببعيد ،والمعنى : لم تكن لتخطئهم ، قاله الفراء .