بسم الله
نبعد شوي عن سوالف المثليين ( الشي اذا زاد عن حده ..يبط الكبد ). اليوم الموضوع غير ..من خلال مشاهداتي وقراءاتي ومقابلاتي لشباب مسلميين (مثليين او مغايريين ) في ارجاء المعمورة لاحظت ان نظرتهم للاسلام خصوصا وللدين عموما تنقسم الى :
اولا : من يرفض فكرة ان الاسلام هو دين من الله ..وما هو الا من تأليف رجل ذكي عاش بين مكة والمدينه. وما الدين الا افيون الشعوب ومن انتاجهم الفكري .
ثانيا : من يتمسك بالنظرة التقليديه للاسلام ..ويتبع ما يقوله الشيوخ والمفتيين وما تنضح به بعض الكتب الدينية .دون تفكير او اعمال العقل فيما يسمع ويقرأ ( الشيخ الفلاني عالم كبير ..فهو يعرف ديني اكثر مني ). يعني مع الخيل يا شقرا .
ثالثا : من نصب نفسه عالما بالدين يفتي ويحاول ان يفرض على غيره نظرته للاسلام..ويظن نفسه حامل لواء الفرقه الناجيه ومن اتبعه سوف يكون في الجنة حتما.
لاحظت ان هناك قاسما مشتركا بين هؤلاء الثلاثه ..وهو الجهل بالاسلام وبطبيعته.. ينبغي علينا ان نفهم ما هو الاسلام ..هناك حركه فكريه قائمه هذه الايام بما يمكن ان نسميه تجديد الفكر الاسلامي .. بالطبع هناك من الكتاب الاسلامين من يهتم فقط بتجديد ديكور فكرته ونظرته للاسلام دون النظر الى التجديد الجذري ..وهناك كتاب قليلون من يحاول ان يرجع الى جذور المشكله الاساسيه ..ويحاولو ان يفككوا جدران التقديس التي بناها بعض المتقدمين والمتأخرين حول بعض القضايا الاسلامية ..وهذا ما عبر عنه احد هؤلاء الكتاب في بعنوان لاحد كتبه " التفكير في اللامفكر فيه بالاسلام ". هناك بعض الكتاب الثورريين في هذا المجال مثل : محمد عابد الجابري ..و محمد اركون .. وجورج طرابيشي (لاحظوا انه مسيحي )..نصر حامد ابي زيد .
بداية انا شخص يحق لي الخوض في اي مسأله فكره وان اتكلم في اي موضوع ديني ..لي الحق في ابداء فكري و تبيان وجهة نظري . ولكن في المقابل هناك واجب علي ان ابحث وافكر واطالع وان ابذل جهدا فكريا في محاول الوصول الى الحقيقه وتطوير فكري . والخطأ الاكبر هنا ان يظن احدهم انه هو اللذي يمتلك الحقيقه الناصعه وان غيره على خطأ يتخبطون في الظلام. الحق احق ان يتبع ، والحكمه هي بغية الباحث المجتهد غير المتعصب. وحكمتي التي اتبعها " انا اظن اني على صواب حتى يثبت لي العكس..من خلال عدم ايقاف عقلي عن العمل والبحث عن الحقيقه في كل مكان ".
ليس هناك اسهل من ان اقعد على كرسي الوثير واتبجح انني علماني اتبع العقل وافتخر انني تحررت من اغلال القرون القديمه وذلك لأنني قرأت كتابا ما عن الموضوع...او طالعت مقالى مبتوره بالانترنت ..او سمعت محاضره من دكتور كبير في جامعة مرموقه. ها قد وصلت الى الحقيقه..فسحقا لدين الفه راعي غنم في مكه. و في الجهة المقابله..انا في مسجد ..بلحيه وفيره..وكتاب الفه الشيخ الفلاني بين يدي اقرأه صبحا ومساءا ..واستمع الى الخطبه الحماسيه عن روعة الاسلام وعدله..فانتفخ مزهوا.. حفظت معظم القران ..وقرأت كتب الصحاح..فانا خليفة الرسول..وانا حامل مفاتيح الجنه..من اتبعني فقد رشد..ومن خالفني فالى جهنم وبئس المصير. الاسلام في جانب وباقي الدنيا في المقلب الاخر. وما بينهما شخص ثالث متردد ..مره يشيح ببصره ييصره الى ناحية نبذ الدين ..ومرة تجذبه المقادير الى طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه فلا يقدر ان يخالف تياره الديني التقليدي.
البحث والقراءه وانفتاح العقل للفكر الاخر هو ما سوف يقربنا الى الحقيقه ..قد نضل احيانا ونحيد عن جادة الطريق لفترة تطول او تقصر..ولكن بمواصلة البحث والتيقن ان الحقيقه هي هناك ولابد ان اصل اليها..هي ما سوف يعيدنا الى الطريق السليم. المصيبه ان الكثر من شبابنا المسلم يعتقد انه قد وصل الى الحقيقه المطلقه فعلا ..وان البحث والقراءه سوف تقتصر حاليا على محاولة تدعيم الموقع اللذي وصلوا اليه وذلك من خلال قراءة الكتب اللتي تدعم وجهة نظرهم فقط..دون النظر للرأي الاخر. فيحيطون انفسهم بجدار من العزله الفكريه.
وحتى لا تكون المقاله مجرد تنظير لفكره معينه فقد قررت ان انشر بعض التوجهات الجاده لبعض الكتاب في محاولاته لتجديد الفكر الاسلامي من جذوره.
والبقيه تأتي
No comments:
Post a Comment