Wednesday, March 31, 2010

الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية /الجزء3


وهنا يمكن أن يقال هذا السؤال ، وهو : لم تباحث إبراهيم ( عليه السلام ) مع رسل الله وجادلهم في قوم آثمين ظالمين - كقوم لوط - وقد أمروا بتدميرهم ، في حين أن
هذا العمل لا يتناسب مع نبي - خاصة إذا كان إبراهيم ( عليه السلام ) في عظمته وشأنه ؟

هذه المجادلة إن كانت مع الله تعالى فهي جراءة على الله ، والجراءة على الله تعالى من أعظم الذنوب ، ولأن المقصود من هذه المجادلة إزالة ذلك الحكم وذلك يدل على أنه ما كان راضيا بقضاء الله تعالى وإن كانت هذه المجادلة مع الملائكة فهي أيضا عجيبة ، لأن المقصود من هذه المجادلة أن يتركوا إهلاك قوم لوط ، فإن كان قد اعتقد فيهم أنهم من تلقاء أنفسهم يجادلون في هذا الإهلاك فهذا سوء ظن بهم . وإن اعتقد فيهم أنهم بأمر الله جاؤوا فهذه المجادلة تقتضي أنه كان يطلب منهم مخالفة أمر الله تعالى وهذا منكر

نجيب بأن القرآن أعلمنا ان قوم لوط ع قد كذبوا المرسلين و كفروا بالله العظيم و اتبعوا سنن من كان قبلهم كقوم نوح ع ، ولكن لا نجد أن أحد من الأنبياء جادل أمر الله و رسله في ذلك ، و الأقوى و الأظهر أن ترفضه بقية الأمم فكيف بنا و شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام هل يدافع عن الظالمين ؟ ان كانت الفاحشة التي قام بها قوم لوط على رأي المفسرين أنها مجرد اللواط أو المثلية الجنسية ( و الملاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن الكريم مطلقاً و جردوا أفعالهم من الكفر و اغتصاب المارة المسافرين عنوة و ممارستها في العلن و هم يبصرون بعضهم البعض ) التي لم يسبقهم إليها أحد من قبلهم بحسب قولهم ، وهل كان فعلا الاتصال الجنسي المثلي مخترعاً حاز براءة اختراعه قوم لوط ع أم التاريخ يثبت عكس ذلك و هذا يؤكد أن الفعل الذي قاموا به يتعدى مجرد الجنس المثلي و هذا ما وصف القرآن بالإسراف و سنأتي له في الجزء الرابع ، و نسأل هل كان يجهل و العياذ بالله نبي الله إبراهيم ع ذلك لدرجة أن يقول بعض المفسرين كالطبري و مجاهد أنه خاصم ربه لذلك ؟

تفسير مجاهد - مجاهد بن جبر - ج 1 - ص 306
نا عبد الرحمن نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن
ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يجادلنا في قوم لوط
قال يخاصمنا في قوم لوط

هل مجرد ممارسة الجنس المثلي تستحق العقاب الإلهي ؟ و قد فندنا ذلك في الجزء الثاني بما لا يدع مجالاً للشك من خلال الآيات القرآنية ، و إذا سلمنا جدلاً بذلك نزولاً عند من يقول أنه لا توجد حالة جنسية مثلية في ما وصل إلينا من النصوص و الآثار التي تسبق عهد إبراهيم ع و الواقع يثبت عكس ذلك و سنثبت ذلك في الأجزاء القادمة فهل نكذب القرآن و أنبياء الله أم التفسير الخاطئ له ؟

No comments: