Wednesday, March 31, 2010

الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية /الجزء2-

المثلية الجنسية في القرآن الكريم
نبي الله إبراهيم عليه السلام و المثلية الجنسية
تحدثنا في الجزء الثاني عن الآيات التي أخذها بعض الفقهاء مطية لتحريم المثلية الجنسية و معاقبة من يمارسها ، ولأنهم لم يجدوا آية تبين حد المثلية الجنسية أخذوا في اختراع حدود ما أنزلها الله ، و ذلك أن يرموا المثلي من شاهق !! و كأنهم يمثلون المشيئة الإلهية في الأرض ومن أين لهم تطبيق هذا الحد إلا بتأويل آية ( وما هي من الظالمين ببعيد ) و بينا بعشرات الروايات و المصادر الإسلامية الأولية في التفسير عدم تعلق الآية بما ذهبوا إليه فقولهم لا أساس له من الصحة لا القرآن الكريم يسعفهم ولا التراث الإسلامي الصحيح .


و لم يقف هؤلاء عند هذا الحد فاعترضوا على العقل قائلين : كيف تقحمون العقل في أمر الدين ؟ و لماذا كل هذا التشبث بالعقل و هو يخطئ آلاف المرات ؟ فالعقل ليس له أن يتدخل في أمر الدين ، و على الإنسان أن يُخطئ عقله ، و لو رأينا حديثاً يوافق العقل فهو غير صحيح مهما كان العقل قوياً في حجته ، وما علينا إلا إيقاف العقل عند حده .

و كلامهم هنا يشبه كلام المسيحيين مع احترامي حيث يقولون: لا حق للعقل أن يتدخل في أمر الدين ، و أن الله هو يسوع و يسوع هو الله وكفى ، وأن منشأ العالم هو الله الواحد ، وفي نفس الوقت الذي هو فيه واحد ، وهو ثلاثة أيضاً ، ولا أدري كيف يمكن أن يكون الله واحداً و يكون ثلاثة في آن واحد ؟ و العقل يرفض هذا المنطق السقيم لكنهم لا يقبلون بحكمه ، ويقولون ليس من حقه أن يتدخل في المواضيع الدينية .

و هكذا بعض الفقهاء كلما كان هناك استدلال عقلي في قضية من القضايا ، كانوا يرفضونه ، وعنادهم للعقل أن لا حق له أن يتدخل ، ولو أنهم قالوا:أن قدحاً من الشاي يمكن أن يستوعب ماء بحرٍ بكامله ، واعُترض عليهم أن هذا لا يتصوره العقل ولا يصدقه لرفضه بقولهم:أن العقل ليس له ان يتدخل و يكون فضولياً ، وبسبب عنادهم هذا ، وجهلهم و تعنتهم فقد استغلهم أعداء الإسلام من المحتالين النابهين إذ اختلقوا أحاديث و روايات كاذبة ووضعوها تحت تصرفهم ، ووضع اليهود و النصارى وغيرهم من المغرضين أحاديث كثيرة و قدموها إليهم ، فلم يعترضوا ولم يقولوا شيئاً لسذاجتهم و سطحيتهم و سرعة تصديقهم بالأمور .
و أما القرآن فكيف تعاملوا معه ؟ وكيف أعرضوا عنه جانباً من أجل إثبات حجية الأحاديث و الأخبار ؟ إنهم لم يقولوا ان القرآن ليس كتاب الله ، ولم يكن في وسعهم ذلك ، بل قالوا ان القرآن أسمى من ان يفهمه الناس العاديون ، و يتوقف فهمه علينا فنحن وحدنا من نفهمه ، وقد نزل لنفهمه نحن و نحن فقط

و كأننا لسنا المخاطبين بالقرآن ؟ و بأقوالهم هذه افقدوا القرآن هيبته و مكانته وحجيته لدى الناس وذلك لكي يرسخوا في أذهانهم ان المصدر الوحيد الذي يجب الرجوع إليه "نحن" ، ولا حاجة بنا إلى الاجتهاد ، لأن الاجتهاد يعني إعمال الفكر و تحكيم الرأي ، في حين ان المعنى الأصلي للاجتهاد هو ان ننظر ماذا يقول القرآن ، و أي الأحاديث صحيحة (وليس مجرد صحة السند لأنه مجرد قرينة على الصحة لا القرينة الوحيدة إن عارض الحديث القرآن أو الأدلة اليقينية وليس هذا موضع التفصيل ) و أي منها ضعيفة ، وان نستعمل العقل لننظر ماذا يعطي من رأي ، هذا هو الاجتهاد أما هؤلاء فيقولون اتركوا هذا الكلام جانباً و ما عليكم إلا بالأخبار و ما نفسره لكم ، و ما أدراك ما الأخبار ؟ إذ فيها الغث و السمين ، وفيها مما يفقد القرآن مكانته أحياناً .

و يعجبني قول لصاحب كتاب الحل الفلسفي يقول فيه : لأن العلم الذي يأتي من الله له باب لا يفتح إلا بمفتاح الذل و العبودية لله ، لذلك فالمتدينون أنفسهم وعلماء الدين ذاتهم هم أكثر الخلق بعداً عن ولوج هذا الباب ، لأننا نراهم بأم أعيننا يتكلمون نيابة عن الله ، و يشرعون باسمِهِ ، ويفسرون كلامه بكلامهم ، ويقترحون نيابة عنه مقترحات كثيرة ، ويدرسونه كموضوعٍ أو ذاتٍ ممكنة التفسير ، ويقلبون أشياءه كلها بالمقلوب ، ويضعون عليها ركاماً من عقائدهم و رغباتهم و هواجسهم ، فهناك إلهٌ معينٌ و كتابٌ معينٌ و رسولٌ معينٌ لكُل واحد منهم و إن تشابهت الأسماء وتوحدت قبلة الصلاة و اتفق صوت الأذان و دق الناقوس ، لأنك لا تستطيع أن تختبرهم في الحرب و في الفتنة وفي سفك الدماء ، و تختبرهم أيضاً عند الجدل و النقاش لتحصي مقدار الافتراء و الكذب . فالحجيج ضجيجٌ ، و الصلاة مكاءٌ ، و الكتابُ زُبُرٌ ، و السُننُ رجالُ ، و القضاءُ قياسٌ ، و الحُكمُ اختيارٌ ، و الشر جبر ، و الخير قدر ، و المال حظوظ ، و الحاكم وليٌ ، و الأصل فرع ، و الفرع أصل ، و المستحبات ضرورات ، و الواجبات متروكات ، و العلم طاقة ، و المعرفة تقليد ، و الاجتهاد ظن ، و الآيات تفسير ، و البينات مجاز ، والأمثال استعارات ، واللغة مرادفات ، والأرزاق أكاذيب ، والصدق غلو ، إلى أشياء كثيرة جداً


ربما قد أطلت في المقدمة لأني احتجت إليها لأوضح بعض الأمور و أزيل الغشاء عن أعين قد أعميت عن رؤية الحقيقة

يحدثنا القرآن الكريم عن إرسال الله تعالى الملائكة بصورة غلمان مرد بوجه جميل كما يقول المفسرون ، لنبي الله إبراهيم عليه السلام و عن الجدال الذي جادله إبراهيم مع الملائكة عندما علم أنهم مرسلون لعقاب قوم لوط عليه السلام ، حيث يقول القرآن الكريم

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) سورة هود

إننا نلاحظ الأمور التالية :1




قول بعض أهل التفسير :1

" إن قلق إبراهيم عليه السلام إنما كان على مصير النبي لوط ( عليه السلام ) وذلك استنادا إلى قول إبراهيم للملائكة : إن فيها لوطا غير صحيح فإن هذا القول لا يدل إلا على توقعه أن وجود لوط سيمنع من أن ينالهم العذاب . . ولا يدل على اعتقاده أن العذاب - لو نزل - سيحيق بلوط أيضا .



إن الله سبحانه قد صرح بأن جدال إبراهيم إنما كان في قوم لوط ، قال تعالى :1
فلما ذهب عن إبراهيم الروع ، وجاءته البشرى * يجادلنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب * يا إبراهيم أعرض
عن هذا ( أي عن رفع العذاب عن قوم لوط ) إنه قد جاء أمر ربك * وإنهم آتيهم عذاب غير مردود



لماذا يتهم إبراهيم ( عليه السلام ) شيخ الأنبياء ، وأفضلهم بعد نبينا
محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنه كان متسرعا في موقفه ، وواقعا تحت تأثير المفاجأة ، حتى إنه حينما جاءته الملائكة بالبشرى استغرب ذلك واستبعده




كما أنه قد عرض به ( عليه السلام ) بعض المفسرين حين اعتبروا أن ليس من الضروري أن يكون إبراهيم ( عليه السلام ) مستحضرا في نفسه لكل الأمور المتصلة بالأحداث بحيث يفقد عنصر المفاجأة في كل شيء .
فإن هذا التعريض مرفوض جملة وتفصيلا ، إذ مهما كان وقع المفاجأة على إبراهيم ( عليه السلام ) قويا ، فإنه لا يمكن أن لا يمر في وهمه : أن الله سبحانه رحيم بالعباد ، ولا يفعل إلا الحق ، ولا ينزل العذاب إلا بمن يستحق .
ولا يمكن أيضا أن تختلط عليه الأمور فيظن أن الله سبحانه ينزل العذاب بحيث يشمل حتى نبيه الذي أرسله . . فإن غضب الله سبحانه ليس عشوائيا بحيث لا تبقى ثمة ضوابط أو معايير لما يصدر عنه ومنه ، وحاشا إبراهيم أن يظن بالله ذلك


وإذا كان هذا البعض قد أدرك هذه الحقيقة ، وهي إساءة القوم واستحقاقهم نزول العذاب عليهم ، ثم نزوله بالفعل ، ونبي الله فيهم معناه هلاك ذلك النبي الأمر الذي لا بد أن يمنع من نزول العذاب - نعم إذا أدرك هذا البعض ذلك فكيف لم يدركه


إبراهيم النبي ( صلوات الله وسلامه عليه ) ؟ .



وقد كان من المفروض : أن يثور احتمال لدى إبراهيم ، إن يخرج الملائكة لوطا من بين قومه ، ثم يهلكونهم بما فعلت
أيديهم .
إن هذا البعض قد ادعى أن إبراهيم خاف على لوط ، ولم يكن يعرف أن الله ينجي أنبياءه من عذاب الاستئصال .
ونقول إن العقل يرفض أخذ البريء بذنب المجرم ، كما أن النصوص القرآنية قد ألمحت وصرحت مرارا وتكرارا بأن الله لا يظلم أحدا ، ولا يعامل البريء والمذنب على حد سواء ، ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ). وصرحت الآيات أيضا بأنه

تعالى إنما يهلك أهل القرى بظلمهم ، ويأخذهم بذنوبهم





بل صرحت بأن الله ينجي المؤمنين ، ويهلك من عداهم فقد قال تعالى
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ، إذ يعدون في السبت ، إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ، كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون . وإذ قالت أمة منهم : لم تعظون قوما الله مهلكهم ، أو معذبهم عذابا شديدا ، قالوا : معذرة إلى ربكم ، ولعلهم يتقون . فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ، وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ، فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين




وبعدما تقدم نقول صحيح أن السنة الإلهية جارية على أن عذاب الاستئصال إذا نزل ، فإنه يعم كل من نزل عليهم . .
ولكن من الواضح أيضا : أن العذاب إنما ينزل على خصوص المجرمين ، إما لارتكابهم الجرائم فعلا ، أو لأجل رضاهم بها وعدم قيامهم بواجبهم في رفعها ، وعدم تحريكهم ساكنا في مواجهتها .




فيأخذهم الله بذنوبهم نفسها . . فهل يمكن اتهام لوط بأنه مقصر في واجباته ، أو أنه مرتكب للجرائم أو راض بارتكابها ؟ ! أو هل يمكن اتهام إبراهيم بأنه يجهل هذه الحقيقة أعني حقيقة أن الله لم يكن ليعذب نبيه بعذاب الاستئصال ؟ بل ينجيه منه وينجي من آمن معه ؟



ولأجل ذلك نجد أن الله سبحانه لم يغرق قوم نوح حتى صنع نوح
السفينة ، وحمل بها كل من آمن معه ، فلماذا لم يتعلم إبراهيم - عليه السلام - من هذه القضية بالذات

إن الله تعالى كما أنه يميت متفرقا ، إما لمصلحتهم ، أو لمصلحة آبائهم ، أو لمصلحة النظام الكلي ، كذلك قد يقدر موتهم جميعا في وقت واحد لبعض تلك المصالح .
وليس ذلك على جهة الغضب عليهم ، بل رحمة لهم ، لعلمه تعالى بأنهم يصيرون بعد بلوغهم كفارا ، أو يعوضهم في الآخرة ، ويميتهم لردع سائر الخلق عن الاجتراء على مساخط الله ، أو غير ذلك .
مع أنه ليس يجب على الله تعالى إبقاء الخلق أبدا ، فكل مصلحة تقتضي موتهم في كبرهم ، يمكن جريانها في موتهم عند صغرهم ، والله تعالى يعلم.1
و نعرض بعض أقوال المفسرين من السنة و الإمامية الإثناعشرية لنستخلص منها ما نريد توضيحه:1


زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 105 - 106
( يجادلنا ) فيه إضمار أخذ وأقبل يجادلنا ، والمراد : يجادل رسلنا .

------------------------

مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - ص 89 - 90
جدل : الجدال المفاوضة على سبيل
المنازعة والمغالبة وأصله من جدلت الحبل أي
أحكمت فتله ومنه الجديل ، وجدلت البناء
أحكمته ودرع مجدولة . والأجدل الصقر
المحكم البنية ، والمجدل القصر المحكم
البناء ، ومنه الجدال فكأن المتجادلين يفتل
كل واحد الآخر عن رأيه ، وقيل الأصل في
الجدال الصراع وإسقاط الانسان صاحبه على
الجدالة وهي الأرض الصلبة ، قال الله تعالى :
وجادلهم بالتي هي أحسن - الذين يجادلون في
آيات الله - وإن جادلوك فقل الله أعلم - قد جادلتنا
فأكثرت جدالنا - وقرئ - جدلنا - ما ضربوه
لك إلا جدلا - وكان الانسان أكثر شئ جدلا وقال تعالى : وهم يجادلون في الله - يجادلنا
في قوم لوط - وجادلوا بالباطل - ومن الناس
من يجادل في الله - ولا جدال في الحج - يا نوح
قد جادلتنا



-----------------------


الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - ص 158 - 159
0 الفرق بين الجدال والحجاج: الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج
هو ظهور الحجة .
والمطلوب بالجدال : الرجوع عن المذهب ، فإن أصله من الجدل ، وهو
شدة القتل ، ومنه الأجدل لشدة قوته من بين الجوارح ، ويؤيده قوله
تعالى : " قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا " . وقوله تعالى :
" وجادلهم بالتي هي أحسن " . وذلك أن دأب الأنبياء
عليهم السلام كان ردع القوم عن المذاهب الباطلة ، وإدخالهم في دين
الله ببذل القوة والاجتهاد في إيراد الأدلة والحجج .
هذا وقد يراد بالجدال مطلق المخاصمة ، ومنه قوله تعالى : " فما أنتم هؤلاء
جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ".

----------------------------


تفسير البغوي - البغوي - ج 2 - ص 394
يجادلنا في قوم لوط فيه إضمار أي : أخذ وظل يجادلنا .



--------------------------------


جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 12 - ص 102 - 107
قوله : يجادلنا في قوم لوط يقول : يخاصمنا . كما :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن
أبي نجيح ، عن مجاهد : يجادلنا : يخاصمنا .
حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، مثله .
وزعم بعض أهل العربية من أهل البصرة أن معنى قوله : يجادلنا يكلمنا ، وقال :
لان إبراهيم يجادل الله إنما يسأله ويطلب منه . وهذا من الكلام جهل ، لان الله تعالى ذكره
أخبرنا في كتابه أنه يجادل في قوم لوط ، فقول القائل : إبراهيم لا يجادل ، موهما بذلك أن
قول من قال في تأويل قوله : يجادلنا يخاصمنا ، أن إبراهيم كان يخاصم ربه جهل من
الكلام ، وإنما كان جداله الرسل على وجه المحاجة لهم . ومعنى ذلك : وجاءته البشرى
يجادل رسلنا ، ولكنه لما عرف المراد من الكلام حذف الرسل .

-----------------------------------

التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 547
* يجادلنا في قوم لوط * : يجادل رسلنا في
شأنهم ومعناهم .

--------------------------------------

التبيان - الشيخ الطوسي - ج 6 - ص 35 - 37
قوله تعالى :
فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في
قوم لوط ) ( 74 ) آية في الكوفي والمدني .
أخبر الله تعالى انه حين ذهب عن إبراهيم الروع ، وهو الافزاع ، يقال : راعه
يروعه روعا إذا أفزعه قال عنترة :
ما راعني الا حمولة أهلها * وسط الديار تسف حب الخمخم
أي ما أفزعني ، وارتاع وارتياعا إذا خاف . و ( الروع ) بضم الراء النفس ،
يقال ألقي في روعي ، وهو موضع المخافة و " جاءته البشرى " يعنى بالولد
" يجادلنا " وتقديره جعل يجادلنا ، فجواب ( لما ) محذوف لدلالة الكلام عليه ،
لان ( لما ) تقتضيه ، والفعل خلف منه . وقال الأخفش ( يجادلنا ) بمعنى جادلنا .
وقال الزجاج : يجوز أن يكون ذلك حكاية حال قد جرت ، والا فالجيد ان
تقول : لما قام قمت ، ولما جاء جئت . ويضعف ان تقول : لما قام أقوم ، والتقدير
في الآية لما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى اقبل يجادلنا واخذ يجادلنا .
وقوله " يجادلنا " يحتمل معنيين أحدهما يجادل رسلنا من الملائكة - في قول
الحسن - الثاني - يسألنا في قوم لوط . والمعنى انه سأل الله ، إلا أنه استغني بلفظ
( يجادلنا ( لأنه حرص في السؤال حرص المجادل .


---------------------------

No comments: