سوف انقل تباعا مقالات احمد الامارتي في شأن تحريم المثلية للاسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الأطهار و صحبه الأخيار وسلم
كثير مما يعتبر من " المسلمات " عند البعض يتضح أنه مجرد سوء فهم للنصوص ، و إتباع للظن ليس أكثر عند دراسة هذه النصوص دراسة منهجية علمية دقيقة ، و عدم ظهور دلالة قطعية على جواز الاعتماد على الظن المتعلق بنفس أحكامه تعالى ، و التمسك فيه بالظن يشتمل على دور ظاهر ، مع أنه معارض بأقوى منه من الآيات الصريحة في النهي عن العمل بالظن المتعلق بنفس أحكامه تعالى وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا
ويطول الحديث قي إبطال التمسك بالاستنباطات الظنية ، من هذه المسلمات قضية " المثلية الجنسية " التي و للأسف الشديد تم الإساءة لمن تكون عنده و الحكم عليه بالموت لمجرد ممارسة ميوله الجنسية ! ، و كأن الإسلام الذي قبل التعددية بنص القرآن {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} ، لا يقبل التعددية في الميول الجنسية ،و العجب كل العجب من الذين قبلوا الاختلاف في صفات و كنه ذات الخالق ويعتبرونه من التعددية المذهبية ، لا يقبلون مجرد مناقشة فروع الدين إن صح التعبير .
وفي بدء هذه الدراسة أحببت أن أنقل هذا المقطع من كتاب رسائل أخوان الصفا بتصرف و الذي يتكلم ويشير إلى فحوى مرادي
اختلفت المذاهب و الآراء و الاعتقادات فيما بين أهل دين واحد و رسول واحد لافتراقهم في موضوعاتهم و اختلاف لغاتهم و أهوية بلادهم وتباين مواليدهم و آراء رؤسائهم و علمائهم الذين يحزبونهم و يخالفون بينهم طلباً لرئاسة الدنيا ، وقد قيل في المثل : ( خالف تُعرف ) لأنه لو لم يطرح رؤساء علمائهم الاختلاف بينهم لم تكن لهم رئاسة ، وكانوا يكونون شرعاً واحداً ، لأن أكثرهم متفقون في الاصول مختلفون في الفروع.
أفلا يحق لنا المشاركة في هذا الاختلاف في الفروع و مناقشة أدلة المخالفين على ضوء ما جاء في الكتاب و السنة
و من هنا تنطلق هذه الدراسة التي أعدها ارتجالية لتخط في ميدان الاجتهاد بابا جديدا في فهم النصوص الدينية بالدليل و البرهان وليس بتفسيرات بائدة تناقض النص نفسه
هل الإسلام حرم المثلية الجنسية فعلا كما تعلمنا في المدارس و الجامعات ؟ هل ما كنت أعتقد جازماً بصحته صحيحاً ، القضية التي لا تقبل التشكيك
كنت دائما أسعى في سبيل التخلص من ميولي المثلية بدعوى أنها فسق وفجور ومن الكبائر التي تودي بصاحبها الى قعر الجحيم
ولكن ما إن بدأت بدراسة الموضوع دراسة متأنية واعية اتضح لي أمر آخر لم توضحه كتب التراث الإسلامي بكل أسف ، و هي أن المثلية بحد ذاتها لا يحرمها الإسلام أبداً نعم لم يحرمها ! سيتساءل القارئ هل يعي هذا ما يقول وأين يذهب بعشرات النصوص من القرآن و السنة التي تقطع بتحريمها دون شك
هل فعلا هي كذلك أم لا هذا ما سنعرفه من خلال هذه الدراسة المجملة و التي بعون الله سأفصل فيها أكثر في المستقبل ، ليس هنالك داع أن يترك المثلي دينه أو يعتبر نفسه عاصياً لخالقه بسبب هذه التفسيرات الخاطئة للنصوص و التي تقبل الاجتهاد في تبيانها ، و سيكون محور هذه الدراسة منصباً حول فهم هذه النصوص من القرآن و السنة النبوية الشريفة عند الفرق الإسلامية.
و تبيان عدم صلاحية ما ليست مداركه منضبطة أن يجعل مناطاً لأحكامه تعالى ، و المسلك الذي يختلف باختلاف الأذهان
و الأحوال و الأشخاص لا يصلح أن يكون مناط أحكامٍ مشتركة بين الأمة إلى يوم القيامة و الشريعة السهلة السمحة كيف تكون مبنية على استنباطات صعبة مضطربة ؟ و ابتناء أحكامه تعالى على الاستنباطات الظنية مستلزم لمفاسد كثيرة و الملكة المخصوصة التي اعتبروها في المجتهد و بذل الوسع منه تحصيل الظن أمران مخفيان غير منضبطين .
يستدل القائلين بتحريم المثلية الجنسية بعدة نصوص قرآنية و روايات تشنع و تحرم بزعمهم المثلية الجنسية ، وقبل الخوض في سردها وبينا عدم تمامية استدلالاتهم الباطلة مجتمعة ، سنقوم بتفكيكها و دراسة أجزائها حتى تكتمل الصورة الكلية لموقف الإسلام من المثلية الجنسية .
سنبدأ بداية بالمصدر التشريعي الأول في الإسلام و الذي يتفق عليه جميع المسلمين باختلاف مذاهبهم و فرقهم و إن اختلفوا في تفسيره و تأويله ألا وهو
القرآن الكريم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، و الذي لم يترك الله سبحانه أمر الشريعة الفرائض ناقصة حتى نحتاج إلى تمامها بروايات ظنية و آراء فاسدة كاذبة و اجتهادات باطلة و كيف يكون ذلك و الله و قال سبحانه : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْء و قال سبحانه وتعالى يقول : مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ
و على هذا سنثبت أن القرآن الكريم لا يحرم المثلية الجنسية لذاتها و إنما يقننها كما سيتضح لنا و بإثبات ذلك سيكون البحث في الأحاديث المنسوبة للنبي صل الله عليه وسلم مجرد أثبات إضافي لما بينه القرآن الكريم وما خالفه من الحديث يطرح به لمعارضته ولا يقدم الدليل الظني على القطعي كما هو معلوم عند جميع العقلاء
وان السنه لا يمكن من خلالها اثبات اصل من اصول الاسلام وذكرنا السبب الذي جعلنا نقول بعدم حجيتها في التاصيل واليك قولنا : ان كل فرقة من الفرق تمتلك رواة لاحاديث الرسول وكل فرقة توثق رجالها وتبين ضبطهم وتبين احوالهم على نحو التفصيل والاجمال وكل فرقة لا تصدق بالاخبار التي تنقلها الفرقه الاخرى بحجة انهم مبتدعون كذبه دجاجله اشر من اليهود والنصارى يريدون هدم الدين اذ كيف من خلال هذا الكلام يمكن ان نبيني اصل من اصول الدين من خلال السنة ؟ اذ كيف نميز الحق من الباطل وكل فرقه ترشق الفرقة الاخرى بالطعن والتجريح ؟اذا فلابد ان تكون اصول
الانسان قرانية وليست بشرية حتى لا يقع الاختلاف في تحديدها وفي كيفية اخذها فنحن نقول ان كل فرقه تدعي ان اصولها متواتره وثبتت عن طريق القطع واليقين وان رجالها الثقات الذين وثقوهم ونصوا على عدالتهم قد نقلوا لهم هذا الاصل وبينوه فهذا القول بحد ذاته مفسده في اثبات اصل من اصول الاسلام لان كل فرقه تتهم الفرقه الاخرى بالكذب على الرسول وكل فرقه تتهم الفرقه الاخرى بالزندقه والكفر وكل فرقة تتهم الفرقة الاخرى بالجهل والغباء فكيف يمكن للناس معرفة اصولهم ان كانت كل فرقه تتدعي ان اصولها متواتره عن طريق رجالاتها ؟!وكيف يمكن تمييز من الفرقه المحقه من الفرقه الضاله ؟اليس هذا يدل على ان هذا الاصل بشري وليس قراني لانه لم يرد في القران ؟ اليس هذا دليل على ان اصلهم خارج عن حدود القران والله قال ان القران تبيان لكل شي ؟
ان علم الحديث علم وضعه البشر وما وضعه البشر يحتمل به الخطا والزلل والحديث المتواتر وضع قواعده البشر وبينوا انه كذا وكذا فكيف نطمئن ان اصلنا حقيقي لم يصيبه الخلل ؟ وان العلماء يختلفون في الاحاديث فتارة يقولون انها متواتره وتاره يقولون انها ليست متواترة فكل هذه الامور التي يقولونها هي من اجتهادهم الشخصي فكيف نبني اصل من اصول الاسلام على اجتهاد بشري يحتمل الخطا والزلل ؟ وتجد كثيرا ما يقع العلماء في الاختلاف في تحديد الحديث من حيث الحجيه وهل هو صدر على نحو الوجوب ام الاستحباب وهل صدر على نحو الحرمه او الكراهه فكيف بعد هذا نبني اصولنا على هذه الاجتهادات وهي تحتمل الخطا والزلل ؟
و من وضع علم الحديث بقواعده واصوله هل القران ام البشر ؟ و لماذا القران بقي الى يومنا هذا محفوظ من الزيادة والنقصان والتغير والسنة تلاعب بها الرواة وادخل الزنادقه والكذابين احاديث لا تعد ولا تحصى موضوعة على الرسول والاسلام ؟و لماذا الله لم ياصل هذا الاصل الذي ورد بالتواتر مع ان الله تكفل وقال ( وانزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ) ؟ و هل القران نزل على الرسول لكي يختلف الناس في تحديد اصولهم ام يتفقوا ؟
و لماذا العلماء حرموا التقليد في الاصول واجازوه بالفروع ؟ و اذا كانت فرقتي قد بنت اصلا من اصول الاسلام عن طريق الحديث المتواتر وقامت الفرقه المعاديه لي وقالت انكم تكذبون ورجالكم اكذب منكم فانتم نسبتم هذا الاصل كذبا وزورا الى الرسول صلى الله عليه واله وسلم فكيف نقيم عليهم الحجه ونبين لهم ان اصلنا صحيح ويجب الاعتقاد به والاعتماد على رجالنا دون الاعتماد على القران ؟ و هل الدليل الاصولي يشترط ان تكون دلالته من داخل النص ام من خارج النص ؟ و هل القران الله انزله للصدر الاول من المسلمين ام انزله للمسلمين كافه في كل زمان ومكان ؟
اصول الاسلام قرآنية وليست بشرية ان الذي يقرا كلام الله سبحانه وتعالى يتبين له انه مامن اصل من اصول الاسلام اهمله الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فكل اصل عليه مدار الدين والاسلام ذكره المولى عز وجل في كتابه الكريم كيف والله سبحانه وتعالى وصف كتابه الكريم بانه ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً )فهذا الله عز وجل وصف كتابه بانه الفرقان فتبين أن الغرض من إنزال هذا القرآن هو بيان الحق وإزالة الخلاف والنزاع بين البشريه لكي تتم عليهم الحجه من خلاله ويتبين لهم الحق من الباطل ومعرفة اصولهم الواجب عليهم العمل بها والاعتقاد بها
وقال سبحانه وتعالى بان القران ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ) فهذا القران يهدي للتي هي اقوم فما من شي يحتاجه الناس الا وذكره القران حتى يكون مصدر هداية لا مصدر اختلاف وقتال وانشقاق فالهدايه لا تكون الا بذكر الامور التي يجب على المسلمين الاعتقاد بها والعمل بها لان ديننا واحد منزل من الله العزيز الحكيم واصولنا واحده فلا يجب الاختلاف بها فاذا القران لم يذكر القضايا الاصوليه التي يحتاجها الانسان
فلا يكون مصدر هداية للمسلمين اذ كيف يكون مصدر هداية وهو اهمل اهم القضايا الاصوليه التي لا يجب الاختلاف بها والاقتتال بسببها ولذك لم يذكر بعد هذه الايه الا اصول الهدايه من الايمان بالغيب واقامة الصلاة وايتاء الزكاة والايمان بالكتب والرسالات السابقة واليوم الاخر ووصف سبحانه وتعالى بان القران (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) فهذا القران العظيم انزله الله سبحانه وتعالى على نبينا عليه وعلى اله الكرام الطاهرين افضل الصلاة والتسليم ليخرج الناس من الظلمات الى النور فكيف الله يخرجهم من الظلمات من النور ويهمل اصول الاسلام ولا يبينها به حتى يعرف المسلم الحق من الباطل وما يحتاجه من امور دينه الواجب عليه اتباعها ولو كان القران ناقصا لاصول الاسلام لما صفه الله عز وجل بانه كتاب يخرج الناس من خلاله من الظلمات الى النور
ويتبين من قول الله عز وجل (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) انه مامن قضية اصوليه عليها مدار الدين والاسلام لم يبينها الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى تكفل بتبيان كل شي يحتاجه المسلم في دينه والدليل على كلامي ان كل الاصول التي عليها مدار الدين والاسلام قد اصلها القران وبينها احسن بيان فان قلت هات الدليل على ان الايه تعني الاصول دون الفروع على نحو التفصيل ؟ قلت : الله سبحانه وتعالى قد ذكر التوحيد والنبوة والمعاد والايمان بالملائكة والكتب والغيب والصلاة والزكاة والحج والصوم في القران الكريم واصلها تاصيلا قطعيا لا لبس فيه حتى على العوام بل ذكر ..
بر الوالدين وتحريم الخمر وعدة المرأة ومدة رضاع الطفل بانه حولين كاملين والزواج والطلاق وحرمة الكذب ور ردالتحيه والدين والزنا بل ان القران فصل وشرح بعض الاصول وبين فروعها ..
القران فيه تبيان لكل شي نعم بدليل قوله تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي) فهذا المولى عز وجل يقول بان كتابه العزيز المنزل على الرسول صلى الله عليه واله وسلم فيه تبيان لكل شي هذه الايه تدل على ان القران استوعب كل اصول الاسلام فمان من اصل الا واصله القران واثبته لان القران هو مرجعنا وهو دستورنا العظيم الذي لا يختلف المسلمين بحجيته فكل ما يحتاجه الانسان من الاصول سواء كانت عباديه او عمليه فهو موجود بها لان الله تكفل بتبيانه ومن هنا يتبين ويتضح ان كل اصل ورد بالتواتر فهو اصل بشري موضوع لان الله سبحانه وتعالى بين ان كتابه المنزل على الرسول ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ) .. فتدبر وتفكر فمن المستحيل عقلا ان يكون هناك اصلا لم يبينه الله .. والله تعهد بتبيان كل شي . فكل اصل خارج عن حدود القران فهو اصل مكذوب .. فتامل
المثلية الجنسية في القرآن الكريم
أقوى ما يستدل به في تحريم المثلية الجنسية في القرآن الكريم هي قصة قوم لوط عليه السلام ، و تصوير المثلية الجنسية
على أنها السبب في استحقاقهم العذاب الفظيع بغض النظر عن كونهم كفاراً جحدوا نبوة لوط عليه السلام و ارتكابهم لكثير من المحرمات التي ذكرها القرآن الكريم بالإضافة إلى اعتدائهم على بيت النبي لوط عليه السلام و التعرض له و لو نظرنا إلى قصص الأنبياء عليهم السلام لرأينا أن أغلب الأقوام قد كذبوا أنبيائهم و ناصبوهم العداء فاستحقوا بذلك عذاب الله الشديد
وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ 42-44الحج
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ 12 ص كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ 5 غافر وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ13ص -14
فواضح أن الله سبحانه قال أنهم استحقوا العقاب أو فحق عقاب بسبب تكذيبهم الرسل و هذا هو السبب الذي ذكره الله سبحانه لتعذيبهم و نيلهم الجزاء على تكذيب الرسل ، فأعجب بعد ذلك من تخصيص قوم نبي من الأنبياء بالعذاب و ربط ذلك فقط بالمثلية الجنسية و كأنها الذنب الذي استحقوا بسببه العذاب و القرآن بكل وضوح يذكر أن سبب العقاب هو
تكذيبهم للرسل لا غير فأي سبب يبقى من بعد قوله تعالى ؟
فقوم صالح عليه السلام عاقبهم الله بسبب عقر ناقة أفلا يعذب قوم لوط ع لاعتدائهم على داره و ضيوفه و كفرهم بالله
العظيم ؟
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا
تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن
لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ 73-79 الأعراف
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) سورة الشمس
و على هذا يبين الله سبحانه سننه في الكون (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) 62 الأحزاب (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) 23 الفتح ، ولن للتأبيد كما نعلم ، و قال الله سبحانه (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ) 160 الشعراء ، هذا الآية تدل على بعث عدة رسل في قوم لوط غير لوط عليه السلام ولكن لم نعلم عنهم شيئا و قد كذبوهم جميعاً ، (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) 33 القمر ، و على هذا استحقوا الجزاء الإلهي كما مر في من قبلهم من الأقوام ومن بعدهم ، وليس لمجرد المثلية الجنسية ولا دليل في استحقاقهم هذا الجزاء بسبب المثلية الجنسية قطعاً لما مر
معنا بنص آي القرآن الكريم
و مما يستدل به على عقاب قوم لوط ع بسبب المثلية الجنسية من قبل بعض المفسرين و الفقهاء بالإستنباط الظني الذي فندناه في الجزء الأول من البحث
هي هذه الآية
إِنَّ قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ81-83 هود
ففسر البعض الظالمين هنا أنهم من يمارسون المثلية الجنسية رغم أنه لا دليل على ذلك من القرآن الكريم ، و تناسوا أفعال قوم لوط عليه السلام الأخرى و يكفي منها تكذيبهم للرسل وقطعهم للسبيل و كفرهم بالله العظيم ، و ممن قال بقولنا في تفسير هذه الآية أن الآية تعني كل ظالم بالعموم و خصوصاً من أشرك بالله كالمشركين في مكة وليس ما ذهب إليه البعض بفهمهم الخاطئ اعتمادا على إسرائيليات و روايات موضوعة ، عشرات المفسرين من السنة و الإمامية
ومنهم
المفسر الكبير الطبري في تفسير هذه الاية : وأما قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ
فإنه يقول تعالـى ذكره متهدّدا مشركي قريش: وما هذه الـحجارة التـي أمطرتها علـى قوم لوط من مشركي قومك يا مـحمد ببعيد أن يـمطروها إن لـم يتوبوا من شِركهم وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:14301ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا أبو عتاب الدلال سهل بن حماد, قال: حدثنا شعبة, قال: حدثنا أبـان بن تغلب, عن مـجاهد, فـي قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ ببَعِيدٍ قال: أن يصيبهم ما أصاب القوم.14302ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ قال: يرهب بها من يشاء.حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.14303حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ يقول: ما أجار الله منها ظالـما بعد قوم لوط.
ـ حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة وعكرمة:
وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبِعِيدٍ يقول: لـم يبرأ منها ظالـم بعدهم.حدثنا علـيّ بن سهل, قال: حدثنا ضَمْرة بن ربـيعة, عن ابن شَوْذَب, عن قتادة, فـي قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ قال: يعنـي ظالـمي هذه الأمة, قال: والله ما أجار منها ظالـما بعد.ـ 14305حدثنا موسى بن هارون, قال: حدثنا حماد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ يقول: من ظَلَـمة العرب إن لـم يتوبوا فـيعذّبوا بها.14306ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن أبـي بكر الهذلـيّ بن عبد الله, قال يقول: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ من ظلـمة أمتك ببعيد, فلا يأمنها منهم ظالـم
_____ ____
و كذلك قال السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية : (وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله {وما هي من الظالمين ببعيد} قال: يرهب بها قريشا أن يصيبهم ما أصاب القوم.وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {وما هي من الظالمين ببعيد} يقول: من ظلمة العرب إن لم يؤمنوا أن يعذبوا بها.وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع في الآية قال: كل ظالم فيما سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظر متى يؤمر أن يقع به، فخوف الظلمة فقال: وما هي من الظالمين ببعيد.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {وما هي من الظالمين ببعيد} قال: من ظالمي هذه الأمة، ثم يقول: والله ما أجار الله منها ظالما بعد.
_______
تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 6 - ص 2069 -
قوله تعالى : وما هي من الظالمين ببعيد11113حدثنا حجاج بن حمزه ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : وما هي من الظالمين ببعيد قال : - يرهب بها قريش - حدثنا أبي ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة وعكرمة وما هي من الظالمين ببعيد قال : لم يبرا منها ظالم بعدهم - حدثنا أبو زرعة ثنا عمر بن حماد ثنا أسباط عن السدى قوله وما هي من الظالمين ببعيد قال : لم يبرا منها ظالم بعدهم - حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدى قوله : وما هي من الظالمين ببعيد يقول : من ظلمه العرب ان لم يؤمنوا فيعذبوا بها - حدثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قوله : وما هي من الظالمين ببعيد قال : كل ظالم فيما سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظره متى يؤمتر ان يقع به فخوف الظلمة فقال وما هي من الظالمين ببعيد - حدثنا أبي ثنا الحسين بن واقع الرملي ثنا ضمره عن ابن شوذب عن قتادة في قوله وما هي من الظالمين ببعيد قال : من ظالمي هذه الأمة ثم يقول والله مااجز الله منها ظالما بعده قوله تعالى : والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله الآية
.__________
تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج 2 - ص 127 - 128*
مسومة * ، يعنى معلمة ، * ( عند ربك ) * ، يعنى جاءت من عند الله عز وجل ، ثمقال : * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * [ آية : 83 ] ؛ لأنها قريب من الظالمين ، يعنى منمشركي مكة ، فإنها تكون قريبا ، يخوفهم منها ، وسيكون ذلك في آخر الزمان ، يعنى ماهي ببعيد ؛ لأنها قريب منهم ، والبعيد ما ليس بكائن ، فذلك قوله : * ( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ) * [ المعارج : 6 ، يعنى كائنا
__________
تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج 5 - ص 184" *
وما هي * يعني تلك الحجارة " * ( من الظالمين ) * ) من مشركي مكة " * ( ببعيد ) * ) قال مجاهد : يرهب بها قريشا ، قتادة وعكرمة : يعني ظالمي هذه الأمة والله ما أجار الله منها ظالما بعد ، وقال أنس بن مالك : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل ( عليه السلام ) عن قوله تعالى " * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * ) قال : يعني بها ظالمي أمتك ، ما من ظالم منهم إلا هو يعرف أي حجر سقط عليه .
____________
تفسير الواحدي - الواحدي - ج 1 - ص 529 - 530 * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * يعني كفار قريش يرهبهم بها .
___________
تفسير السمعاني - السمعاني - ج 2 - ص 450وقوله : * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) يعني : من ظالمي أهل مكة ببعيد .وقد روي في بعض الآثار : أن على رأس كل ظالم حجرا معلقا في السماء ينتظر أمر الله تعالى . وهذا من الغرائب ، والله أعلم .
___________
زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 114قوله تعالى
وما هي من الظالمين ببعيد - في المراد بالظالمين ها هنا ثلاثة أقوال :أحدها : أن المراد بالظالمين ها هنا : كفار قريش ، خوفهم الله بها ، قاله الأكثرون .والثاني : أنه عام في كل ظالم ، قال قتادة : والله ما أجار الله منها ظالما بعد قوم لوط ، فاتقواالله وكونوا منه على حذر .والثالث :
أنهم قوم لوط ، فالمعنى : وما هي من الظالمين ، أي : من قوم لوط ببعيد ،والمعنى : لم تكن لتخطئهم ، قاله الفراء .
3 comments:
خربط لي افكاري
:-\
من انت يا هذا..
اتساءل لم نسيت ذكر هذه الاية فقد قال تعالى : {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}
اسمع ايها المثلي الخليجي
ان الله قد سرد علينا قصص الكفرة وفي كل قصة نلاحظ ان كل شعب الى جانب كفره بالله يمارس عادةاجتماعية شنيعة و نرى ان الله يرسل رسله لاجتثاث هذه العوائد و ليس فقط للايمان بالله فمثلا هناك المطففون و وهناك عاد و ثمود الذين كان عيبهم الفساد و هناك بنو اسرائيل الذين اغتروابانفسهم و هناك ايضا قوم لوط المثليون
تجدين ما يجيب على سؤالك هنا
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=147664
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=149619
ممكن تندهشي بس أنا أقول للكاتب حياك الله نورتنا الله ينورك
Post a Comment