Tuesday, March 18, 2008

المقدسي وانا


رأيت صورته لاول مره باحد مواقع تعارف المثليين في اواخر 2005 ، صورته وتلك الايتسامه الساحره التي تذيب جبال الخليج . فارع الطول وسيم ارسلت له الرساله تلو الاخرى ولكنه لم يجب . وبعد عدة محاولات اجاب وتبادلنا الرسائل ثم انتقلنا الى مرحلة التشات. كان في زيارة تدريبيه الى الكويت ( اه نسيت ان اخبركم .. هو سباح بارع ومنافس من القدس العزيزه ... من عرب 48 ) . شاب وسيم وعقله اكبر من عمره.. وذو ثقافه واسعه.. لا يعرف التعصب .. امتلك عقلي وقلبي في وقت واحد .. استمررنا في التحدث عبر المسنجر عدة شهور ..نبني صداقتنا خطوة خطوه.

في احد الايام اخبرني ان هناك سوء تفاهم مع عائلته وانه سوف يسافر الى تايلند.. لم استوعب الموضوع تماما وظننتها سحابه عابره وتعود المياه الى مجاريها بعد ذلك. في صيف 2006 قررت ان اسافر الى لبنان واخبرته بذلك فابدى حماسا ان يأتي الى زيارتي في بيروت . ورتبنا الموعد ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد قامت الحرب في لبنان ذلك الصيف وحوصرت انا في ذلك القصف. قررت ان اذهب الى الاردن حيث كان هو في زيارة لاقاربه في العاصمه الاردنيه عمان. وصلت الى العاصمه في 16 يوليو 2006 ولكنه اخبرني قبل ان اصل انه لن يستطيع ان يقابلني الى في الغد بسبب انه كان في زياره استجمام للبحر الميت.

الساعه 11 صباح 17 يوليو 2006 سمعت طرقا على الباب ..قفزت الى ذهني صوره اللتي رايتها بالموقع..فتسارعت دقات قلبي..فتحت الباب ..وياللهول مما رأيت .. شاب في مقتبل العشرينات فارع الطول.. جسد برونزي من اثر شمس البحر الميت..تناسق بديع في تفاصيل جسده..وشعره تلعب به الريح. وابتسامه جذابه سحرت عقلي .. لم ادري ما اقول لمدة 10 ثواني .. احسست اني قد انتقلت الى الجنه.. رويدا رويدا عاد عقلي الى رأسي ورحبت به. دخل الغرفه وابتسامته لا تفارق وجهه الوسيم وبدأ في الاعتذار لتخلفه عن استقبالي. جلسنا وتحدثنا ثم عرض علي ان نقوم بجوله في المدينه. خرجنا وبدأت الرحله معه . قليلا قليلا اكتشفت ان عائلته اكتشفت انه مثليي وانهم كادوا ان يسلبوه حياته لولا لطف الله ..وتصرفه الحكيم بخروجه من منزل العائله. عرفت بعض التفاصيل التي المت قلبي ولكنني اكتشفت انه قوي وصلب العود مر بالكثير من التجارب التي صقلته. غادرت الاردن بعد 5 ايام ولكننا ظلننا على تواصلنا.

عاد صديقي الى القدس ثم قرر ان يقوم بزياره استطلاعيه الى السويد في اواخر 2006 وعاد الى الاردن ثم القدس في بداية 2007. كان صديقي قد قرر امرا .. اخبرني انه فقد الامل في الاقامه مرة اخرى بالقدس وانه قرر ان يهاجر الى السويد. وهاجر في مايو 2007 بعد ان تخلت عنه عائلته..ولكنه كان مفعما بالامل وما زال. قررت ان ازوره في سبتمبر 2007 في ستوكهولم بالسويد. رأيته مرة اخرى بمحطة القطار مرتديا نظارة سوداء وشعره ما زالت الريح تلعب به مرتديا معطفا اسود وابتسامته الجذابه لازالت هي هي. ذهبنا الى الفندق و في الغرفه بدأ في الحديث كأنه كان ينتظر من يستمع اليه .. 3 ساعات لم يتوقف فيها اخبرني عن همومه ومشاكله وتطلعاته ..وتكلم كثيرا عن صديفه البوسني من سراييفو المهاجر الى السويد..احسست بالغيره قليلا ولكن سرعان ما اكتشفت انهم فقط اصدقاء.. خرجنا للعشاء لنقابل صديقنا البوسني..وسيم الطلعه قوي الشخصيه ضحكته مميزه ، لا تستطيع ان تقرأ ما في قلبه من وجهه. احسست بالنفور قليلا منه في بادئ الامر ولكن عندما جلسنا للعشاء ادركت كم كان صديقي محظوظا بوجود صديقنا البوسني معه..لا تستطييع الا ان تحبه . غادرت السويد بعد 10 ايام وان احس بأني قد تركت قلبي بالسويد ولكنني وعدت صديقي المقدسي بأني سوف اعود ثانيه.

وقد فعلتها مرة اخرى باواخر يناير 2008 .. لاجده قد استقر هو وصديقنا البوسني في شقه جميله بالسويد .. وعاد الى تمارين السباحه وحصل على عمل . استمتتعت كثيرا برفقته ..خصوصا في نادي السباحه حيث كان يتدرب مع سباحي السويد. راقبته وهو يشق الماء بجسده القوي ..ثم بعدها يعود الي وابتسامته الصافيه على وجهه اللتي انستني برد الشمال في السويد. كتب ايضا بعض المقالات في مجله تهتم بالمثليين بالسويد و قام بالقاء محاضرات في ملتقيات عامه وفي المدارس عن اوضاع المثليين في الشرق الاوسط عموما وفي فلسطين خصوصا. سوف اقوم بترجمة بعض مقالاته الجميله في هذه المدونه.

باختصار .. صديقي المقدسي شاب مكافح ..عانى الكثير ..ولكنه لم يفقد الامل.. هو مثالي الاعلى في هذه الحياة.

سلاما من الخليج
.

2 comments:

محمد said...

أجمل شيء في قصة صديقك المقدسي أنه لم يفقد الأمل رغم معاناته من ظلم ذوي القربى
بس أنا عتبان عليك!!!كنت في زيارة للأردن أنت وصديقك المقدسي وأنا ما معي خبر، بتمنى ألتقي فيك في زياراتك القادمة لعمان
تحياتي

OmanLion said...

اولا اشكر محمد من الاردن. هو اول من يكتب ملاحظاته في مدونتي الجديده..اتمنى ان تكون هذه بدايه صداقة جميله.