Tuesday, March 25, 2008

الفكر الاسلامي ..نظرة اخرى




هلا:

الاحظ في الكثير من المدونات كتابها يكونون على طرفي نقيض من مسألة الدين والاسلام ..فهم اما علمانيون ملحدون يهاجمون بنصوص مبتوره استقوها من الطرف النقيض لهم وهم الاصوليون الدينيون ( سوف اسميهم الارثوذوكسيين بمعناها اللغوي وليس المذهبي حيث ان المعنى المذهبي يمثل طائفه كبيره من المسيحيين ). يتشابه كلا الطرفين في عدم الرجوع الى الموضوعيه والحوار الهادئ فهم يأخذون مقاله مبتوره من الاخر ويبنون عليه مرافعتهم الهجوميه ليسحبوا البساط كاملا على الجميع. مثلا اللذين يكرهون الاسلام او عندهم ماخذ ضده يأخذون هذه المقالات ليعمومها على جميع المسلميين وكذلك يفعل الارثوذكسيين الدينيين .

للاسف هناك ما أسميه عدم النيه الى الوصول للحقيقه مهما كان نوعها ..فهم كل طرف ان يثبت وجهة نظره بكل الوسائل المشروعه و غير المشروعه. هم يتشبثون بمواقعهم ولايحاولون ان يفهمو ماذا يقول الطرف الاخر. فهم مثل الصارخيين في حفله كل من بها لا يسمع. سوف اتوقف هنا عن الشرح اكثر. وسوف احاول ان اثبت ان هناك موقفا وسطا وان هناك فكر اسلامي وتيارات اسلاميه كثيره. وبالطبع بما اني لست مفكرا او عالما فسوف احاول ان ارجع الى بعض المفكريين الاسلاميين وكتبهم القيمه.

بدايه انا من انصار التيار المعتزلي مع بعض التحفظ قليلا (يجب ان يكون لكل شخص تياره الخاص به وان لا يحاول ان يتبع الاخر كالاعمى )..هذا التيار يعتمد العقل اساسا في ايمانه الديني وقد ساد خلال بدايات العصر العباسي وخصوصا المأمون قبل ان تتم هزيمته على يد الواثق ويسود الفكر السني الاصولي في فكر الدوله العباسيه. (ملاحظه..قام بعض المعتزله باضهاد بعض العلماء في عهد المأمون وخصوصا الام احمد بن حنبل وهذا ما يتعلرض مع مبادئهم في ان حرية الراي مكفوله للطرف الاخر).. المهم في عصرنا الحاضر يهيمن الفكريين الارثوذوكسيين السني والشيعي على معظم الانتاج الفكري الاسلامي خلال هذه الايام متمثلا في ايران الشيعيه وثورتها الاسلاميه ..والسعوديه السلفيه ومصر الازهريه اللذين يمثلان السنه. تم القضاء او تم تحجيم بعض التيارات المعتدله قليلا كالاشاعره والماترديه في الجانب السني ..والزيديه في الجانب الشيعي . ولكن ما زالت هناك بعض الومضات اللتي تحاول ان تبعث تيارا جديديا ..او لنقل تحاول ان تقدم نفس الصوره التي كانت سائده في بدايات القرنين الاول والثاني الهجري,حيث كان الفكر الاسلامي يعج بتيارت كثيره ولم يكن الاسلام محصورا بتياريين كما هو الحاصل حاليا.

بعض الكتب بمكن ان تفيد في هذا المجال .. سوف ابدا بموسوعة الفلسفه لاحمد بدوي اللتي يمكن ان تقرؤا بأنفسكم يعض الاراء الفلسفيه لبعض علماء المسلميين كابن سينا والرازي وابن رشد والكندي غيرهم..ويمكنكم ان تقارنوا بين اراؤهم وبعض اراء الفلاسفه الاخرين من العصور القديمه والحديثه..لتكتشفوا الكثير.. ولكن اهم ما حب التركيز عليه هنا هي العلاقه بين العقل والوحي وايضا طريق الوصول الى الحقيقه وكيفية تعامل هؤلاء الفلاسفه مع الاسلام كدين او كنظام حضاري واجتماعي وسياسي. ولكم الحكم.

الكتاب الثاني هو للدكتور محمد جابر الانصاري ..الكتاب هو " الفكر العربي وصراع الأضداد " الذي يتحدث عن الاطار الفلسفي للتوفيقيه..مع عرض مدهش للفكر العربي والاسلامي في عصوره المختلفه.. يمكن ان تكتشفوا من هذا الكتاب وجود العديدي من التيارات الفكريه المختلفه التي يحاول الاصوليين طمسها هذه الايام. اما التوفيقيه فهي تحاول ان تشرح العلاقه بين العقل والوحي وما قام به الفلاسفه والمفكرون من محولات للتوفيق بينهما حيث لايطغى احدهما على الاخر. هناك مقاله جميله للدكتور يمكنكم الاطلاع عليها هنا :
http://www.jadal.org/news.php?go=fullnews&newsid=19

محمد اركون مع تحفظي على بعض ارائه ..له اسهامات رائعه في هذا المجال ..هو مفكر جزائري الاصل فرنسي الجنسيه.وكتابيه الرائعين " نزعة الانسنة في الفكر العربي " الاكتشاف الاساسي الذي توصل اليه محمد اركون في هذا العمل هو تبيان وجود مذهب فكري انساني في العصر الكلاسيكي، وتحديدا في القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي، في ظل البويهيين. فقد إزدهرت العقلانية الفلسفية المستلهمة من الإغريق واتخذت على المستوى اللغوي والأسلوبي صيغة "أدب الفلاسفة، وفلسفة الأدباء". وايضا كتابه " الفكر الاصولي واستحالة التأصيل نحو تاريخ اخر للفكر الاسلامي" حيث يتحدث عن يطرح هذا الكتاب قضية تأصيل انواع الخطابات والاحكام، من دون ان يتعرض لتاريخ علم الاصول في الاسلام، اوتحليل اعمال هذا المجتهد او ذاك. والكتاب يركز على النقد المعرفي العميق لمفهوم التأصيل ذاته، كما مارسه العقل الديني، وكما حلله العقل الحديث في آن.



بالطبع لن ننسى بعض كتب المفكر جورج طرابيشي العديده او همها " نقد نقد العقل العربي " ... هناك ايضا كتاب اعجبني لمفكر شيعي زيدي من اليمن " الفرديه في الاسلام" وهو يتحدث عن النظام السياسي في الاسلام...وانصح ايضا بقراءة القليل من الكتب التي تمثل فكر المعتزله.. الكتب كثيره..ولكن من يبحث او من يقرأ...من يريد ان يصل للمعلومه فلابد ان يبحث عنها.

سلاما من الخليج
.

3 comments:

knight said...

من تسميهم معتدلين ليسوا كذلك برأي الجمهور
الأشاعرة و غيرهم حرفوا أساس العقيدة فهم قد وقعوا بالمحظور :)
و شكرا

السندباد said...

hi
nice post today for a serious subject which is the religion, can we be objectif in our judgment;who can be right who can be wrong is that issue, as u said a lot of us used to criticize Islam, some implore and some deplores.
As for me religion is something private no one has the right to criticize what one person thought is right cause for a simple raison it's our choice and most of us make it with 100% of convince.
we don't need those quarrels that won't create only division and hate between humanity, one GOD it's my personnel vision
simbad

uy said...

لا اتفق تماما مع الكاتب

مثلا تصنيف المذهب الشيعي على انه ارثذوكسي ينم عن جهل بهذا المذهب العريق الذي اخذ من المعتزله التفكير العقلائي و الجدل العقلي و هذا متشهد به مصنفاتهم القديمة التي سبقت الكل

و لكن بشكل عام فهو المذهب الذي لم يغلق باب الاجتهاد حتى الساعه وكل فقيه ياتي ويجدد في الفروع ولا تقليد في العقائد و هذا ما يميزه

و عليه فمثلا موضوع المثليه يمكن ان نغير وجهة النظر السائده به لكونهم يحكمون العقل قبل الناس و العقل هو الحاكم عليه لا العكس هذا باحتصار وشكرا